قفصة : تعطّل استكمال إنجاز معمل المظيلة 2 لإنتاج الاسمدة الكيميائية للعام الثاني على التوالي

يستمرّ بموقع معمل المظيلة 2 لإنتاج الأسمدة الكيميائية بالمظيلة من ولاية قفصة منذ عامين إعتصام العشرات من طالبي الشغل، وهو ما أخّر دخول هذه المنشأة الصناعية الجديدة والكبرى طورالإنتاج وبالتالي دعم طاقة الإنتاج الوطني من مادّة ثلاثي الفسفاط الرّفيع المُوجّهة كلّيا للتصدير، في وقت تعرف فيه أسعار هذه المادّة إرتفاعا لافتا في الأسواق الدّولية.
ويعتصم منذ شهر جانفي من سنة 2020 الشاب منذر سالم العاطل عن العمل، بموقع هذه المنشأة التي بلغت مراحل نهائية في الإنجاز، رفقة حوالي 200 عاطل عن العمل آخر، للمطالبة بإنتدابهم بهذا المعمل، وقد سبق لأغلب هؤلاء المعتصمين أن عملوا لسنوات في حضائر المقاولات التونسية والصينية والكورية الجنوبية، المُكلّفة بإنجاز المعمل.
ويحول هذا الإعتصام دون إتمام التجارب الفنّية لوحدتي إنتاج الحامض الكبريتي والفسفوري، وهي تجارب تسبق دخول المعمل طور الانتاج الفعلي، وأيضا دون استكمال وحدة إنتاج ثلاثي الفسفاط الرفيع التي فاقت نسبة إنجازها 90 بالمائة.
ويطالب منذر سالم السلطات بالتدخل وإنهاء هذا الملفّ وتلبية مطالبهم والتسريع بالإعلان عن نتائج مناظرة إنتداب أعوان تسيير وتنفيد، وهي مناظرة سبق أن أعلن المجمع الكيميائي التونسي في أواسط العام الجاري وتهمّ إنتداب أكثر من 1600 عون بمعامله الواقعة بولايات قابس وصفاقس وقفصة.
ولئن يرفض المدير الجهوي للإدارة الجهوية للمجمع الكيميائي التونسي بقفصة التعليق أو الحديث عن تداعيات استمرار هذا الاعتصام على قطاع الأسمدة، فإنّ الكاتب العام للجامعة العامة للنفط والموادّ الكيميائية محمد البرني خميلة قد نبّه في تصريح لـ(وات) للخسائر التي يتكبّدها قطاع الأسمدة الكيميائية في بلادنا جرّاء عدم دخول معمل المظيلة 2 طور الإنتاج، وخاصّة من ناحيتي إرتفاع كلفة إنجازه وحجم الخطايا التي تُطالب بها المقاولات الأجنبية جرّاء هذا التأخير في إستكمال المشروع.
ولفت هذا المسؤول النقابي كذلك إلى أنّ عدم دخول هذه المنشأة الصناعية الكبرى مرحلة الإنتاج قد كبّد تونس خسارة عائدات عامين على الاقلّ من صادرات مادّة ثلاثي الفسفاط الرّفيع، أي ما لا يقلّ عن 700 ألف طنّ، في وقت تعرف فيه أسعار هذه المادّة إرتفاعا كبيرا في الأسواق العالمية إذ يصل سعر الطنّ الواحد من ثلاثي الفسفاط الرفيع إلى ما لا يقلّ عن 600 دولار.
وكان يُفترض أن تدخل هذه المنشأة، التي انطلق إنجازها منذ 2010، حيز الاستغلال قبل حوالي ستّ سنوات من الآن، لكن الاضطرابات الأمنية والاجتماعية وتواتر الحراك الاحتجاجي والاعتصامات بمعتمدية المظيلة في السنوات المنقضية، تسبّبت في تجاوز الآجال المحدّدة لاستكمال اشغال هذه المنشأة الصناعية.
ويكتسي معمل المظيلة 2 أهميّة بالغة على مستوى دعم طاقة الانتاج الوطني من مادة ثلاثي الفسفاط الرّفيع الموجّهة كلّيا نحو التصدير، إذ من المتوقّع أن يتطوّر الانتاج الوطني السّنوي من هذه المادّة من 460 ألف طنّا حاليا إلى حوالي 900 ألف طنّ مع دخول هذه المنشأة الجديدة مرحلة الانتاج، وهو ما سيؤدّي حتما إلى دعم مكانة تونس في السوق العالمية للأسمدة.
ويطالب الكاتب العام للجامعة العامة للنفط والأسمدة الكيميائية السلطات المركزية بالعمل على التسريع بحلّ الإشكاليات التي تحول إلى الآن دون دخول معمل المظيلة2 طور الإنتاج، والإعلان عن نتائج مناظرة إنتداب أعوان، بما يُجنّب قطاع الأسمدة الكيميائية خسائر مالية كبيرة إضافية، ويعزّز القدرة الإنتاجية والتصديرية للمجمع الكيميائي التونسي.