رحلات ملغاة واضطراب وتوتر كبير داخل مطار تونس قرطاج
يشهد مطار تونس قرطاج، الخميس، حالة من الشلل التام، بسبب الاضراب العام في قطاعي الوظيفة العمومية والقطاع العام، تمثل أساسا في إلغاء جميع الرحلات الجوية من وإلى تونس باستثناء تسيير رحلة وحيدة، صباح اليوم، على متن طائرة الخطوط التونسية باتجاه القاهرة تحمل مشجعي النادي الإفريقي، وفق ما عاينه موفد (وات).
وخيمت حالة من الركود أمام المدخل الرئيسي للمطار، الذي بدا خال من المسافرين والسيارات، في حين تجمع العشرات من المسافرين في الطابق العلوي للمطار أمام مكاتب شركة الخطوط التونسية للاحتجاج على إلغاء رحلاتهم.
وكانت الخطوط التونسية نشرت، أمس الاربعاء، بيانا أكدت فيه تسيير عدد من الرحلات الجوية من وإلى تونس آملة في نجاح القرار الحكومي بتسخير أعوان تابعين لبعض الوزارات والمؤسسات والمنشآت العمومية، لكن رياح الإضراب جرت بما لا تشتهيه الشركة.
ففي داخل مكاتب الخطوط التونسية ظهرت كراسي الموظفين فارغة بسبب تقيدهم بالإضراب العام الذي دعا لتنفيذه الاتحاد العام التونسي للشغل في القطاع العام والوظيفة العمومية بسبب فشل المفاوضات مع الحكومة للزيادة بالأجور.
وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد اتخذ قرارا بتسخير بعض الأعوان للقيام بالحد الأدنى من الخدمات، فإن هذا التسخير لم ينجح مطلقا في مطار تونس قرطاج.
وبدت حالة التوتر ظاهرة لدى عديد المسافرين الذين جلس أغلبهم على أرضية المطار قرب الوكالات التجارية لشركات الطيران منتظرين الإرشادات من قبل المسؤولين، بينما لم يتصل بهم أحد لتقديم المعلومة أو النصائح اللازمة.
يصرخ الشاب التونسي، جورمانو الحامل للجنسية الإيطالية، بأعلى صوته وسط تجمع غفير قبالة الوكالة التجارية للخطوط التونسية معبرا عن غضبه من غياب أي مسؤول بالخطوط التونسية لإرشاده حول مصير رحلته إلى باليرمو.
ويؤكد هذا الشاب لـ(وات)، أنه رغم علمه بحصول الإضراب العام، فقد تحصل يوم أمس على تأكيد من الوكالة التجارية للخطوط التونسية بأن رحلته لم يطرأ عليها أي تغيير وأنها ستكون في موعدها اليوم الخميس على الساعة الحادية عشر صباحا.
لكن منذ قدومه في الصباح الباكر كغيره من المسافرين الذين تم إشعارهم بعدم إلغاء رحلاتهم، صُدم هذا الشاب بإلغاء رحلته المتجهة لإيطاليا نتيجة فشل التسخير الحكومي وعدم تقيد موظفي ديوان الموانئ الجوية التونسية بالعمل.
وتبرز شاشات الرحلات المعلقة على جدران المطار والتي طغى على جميع مواعيدها الملغاة اللون الأحمر حجم الأضرار التي لحقت بالمسافرين الذين تذمروا مما اعتبروه لامبالاة وقلة احترام لهم جراء غياب الارشادات والمعلومة.
من جهته، يقول المسافر سعيد العبيدي الذي صعق هو الآخر بخبر إلغاء رحلته المتجهة على الساعة العاشرة نحو نيس الفرنسية إنه قد يحرم من الحصول على إعانة اجتماعية في فرنسا إذا تخلف عن السفر اليوم أو غدا على أقصى تقدير.
وكان من المقرر أن يتجه هذا المسافر القادم من ولاية سليانة إلى مدينة نيس الساحلية جنوب فرنسا صباح اليوم الخميس لكن إلغاء رحلته جعله متوترا جدا في ظل غياب الارشادات حول كيفية تعويض رحلته من قبل الخطوط التونسية.
ورغم أن الخطوط التونسية أعلنت بأنها ستقوم بتعويض حرفائها عن سفراتهم الملغاة، إلا أن سعيد يقول لـ(وات) إنه كان من المفروض أن يتم تعويض التذاكر اليوم على عين المكان حتى لا يتكبد المسافرون عناء التنقل من الأماكن البعيدة.