نواة موقع الكتروني, طرح أكثر من تساؤل حول حقائق وجوده ومن يقف وراءه ومن يموله, و…إلخ.. والأسئلة كثيرة ومتعددة,وقد تكون أفضل إجابة تلك الآتية من موقع “الثورة نيوز” التي أكدت قائلة بالحرف الواحد: “ننوه أنه سبق وأن تحدّثنا عنها وعن مديرها في صفحات أخرى وكشفنا ارتباطها الوثيق بدولة فارس الصفوية”.
بالبحث أكثر في نشأة “موقع نواة” الإلكتروني و خلفياته و مصادر تمويله وهوية القائمين عليه و أجنداتهم تلوح اختلافات وتضارب , غير أن المعلومات التي تداولتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” في الفترة الأخيرة جعل الشكوك تحوم أكثر حول مدى شرعية هذا الموقع والساهرين على سيره في خطوة أولى لإماطة اللثام عن أسرار و خفايا موقع نواة الذي تحول من مصدر للمعلومة إلى منبر لنشر الشائعات و الفضائح.
ارتبط موقع نواة بإسم سامي بن غربية, مؤسسه و مديره و التي تعود بداياتها لسنة 2004, والمعروف وبحسب ما ورد على صفحات الموقع الاجتماعي “الفايسبوك” فإن سامي بن غربية كثير التردد على إيران منذ سنة 1996 قبل أن ينتقل منذ ديسمبر 1998 للإقامة بهولندا.
وتقول الناشطة الحقوقية Louiza toscame خبيرة الشأن التونسي في كتابها terre d’Ecueils الصادر في نوفمبر 2006 بالصفحة 149 أن بن غربية رفض طلب لجوئه السياسي مرات عدة نتيجة تحفظات أجهزة الاستخبارات الهولندية التي تدخلت لدى وزارة العدل لحملها على عدم منحه اللجوء السياسي رفقة شخصين آخرين قدما معه من إيران.
و ذكر نفس المصدر أن المخابرات الإيرانية قد ضبطت اتصالات بين سامي بن غربية و ضابط في جهاز المخابرات الإيرانية و هو ما جعل ملفه عالقا إلى سنة 2003 تاريخ تدخل القاضي مختار اليحياوي وقتها لدى البعثة الدبلوماسية بتونس مؤكدا لهم أن تسليم بن غربية إلى تونس بعد رفض لجوئه قد يعرض حياته للخطر و أتت هذه الوساطة أكلها وليتحول سامي بن غربية بعد ذلك و في وقت قياسي إلى علم من أعلام النضال الصحفي.
و عن مصادر تمويل الموقع تقول مجلة jeune afrique في عددها الصادر بتاريخ نوفمبر 2012 أن 80 بالمائة من تمويل موقع نواة مصدره مؤسسة open society institue لمالكها الملياردير اليهودي george soros كما كشفت بعض المصادر المضطلعة عن تلقي موقع نواة حاليا تمويلا شخصيا من اللوبي الفرنسي المتخفي تحت عباءة أحد الأحزاب.
وسامي بن غربية الذي يشغل وظيفة مدير بمنظمة global voices الأمريكية و يتقاضى و آخرين في شبكة نواة مرتبا شهريا يناهز 7500 ألف دولار أي ما يعادل تقريبا حوالي 11500 ألف دينار تونسي أنذاك وأكثر من 18 ألف دينار حاليا, إضافة إلى التكفل الشامل لجميع مصاريف السكن و التنقل و الاتصال سيما و انه تلقى دورات مركزة في بعض الدول الأوروبية و إرسال فريق من موقع نواة للتدريب في بعض أجهزة المخابرات الغربية دون أن نسهى عن التذكير بالعلاقة الوطيدة التي تربط سامي بن غربية ببعض أجهزة المخابرات الإيرانية.
والجدير بالتنويه أن موقع نواة قد خضع إلى المساءلة القانونية بسبب خرقها لسرية الأبحاث المنشورة وسلامة سيرهاا فيما يتعلق بقضية رجل الأعمال فتحي دمق على خلفية نشرها لفيديو يظهر فيه هذا الأخير و هو بصدد عقد صفقة أولية لشراء قطع سلاح مما أثار جدلا في تونس حول ما عرف بمخطط يستهدف شخصيات تونسية و هو ما جاء على لسان الصحفي بالموقع رمزي الطليبي بقوله أخذت الشريط من مصدر موثوق من دون علم تاجر السلاح.
وهنا نتساءل من هي المصادر الموثوقة التي تكون وسيطا بين تاجر سلاح و صحفي و مافيا استعمال السلاح؟
وكيف أمكن لفريق صحفي في موقع الكتروني كشف خفايا صفقة أسلحة قبل السلطات المعنية؟
و من يقف وراء تسريب معلومات شديدة الخطورة لموقع نواة؟
أسئلة كثيرة و استفهامات أكثر تثير الريبة حول حقيقة الجهات الخفية التي تحرك هذا الموقع و ترسم منهجه.
إن انخراط نواة في المواضيع ذات البعد الأمني و تباهيها بالعقود التي أبرمتها مع جهات تعنى بالشأن الأمني و الاستراتيجي و المنطلقة أنشطتها من الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن صارت في المدة الأخيرة نواة المصدر الرئيسي لنشر المكالمات الهاتفية و محادثات اجتماعات تم تسجيلها دون علم أو إذن أصحابها لعل أشهرها الحديث الخاص و المغلق بين رئيس الحكومة حمادي ألجبالي و زعيم حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي يوم 26 ديسمبر 2011 بمناسبة صعود الحكومة أنذلك, و هو ما أثار جدلا واسعا عن الجهة التي تقف وراء التسريب لتقر إحدى القنوات التلفزية الخاصة يوم 22 أكتوبر 2012 عن ملكيتها للتسجيل مؤكدة تعرضه للسرقة من أطراف مجهولة فيما ينص القانون الجزائي التونسي على تحجير توزيع المناشير آو النشرات و الكتابات أو غيرها التي من شانها تعكير صفو النظام العام أو النيل من الأخلاق الحميدة و كذلك تتبعها و عرضها على العموم و مسكها بنية ترويجها آو عرضها.
موقع نواة انفرد كذلك في وقت سابق بنشر تفاصيل و تحاليل للمكالمات التي آجراها رجل الأعمال كمال اللطيف مع كبار المسؤولين السياسيين و الأمنيين لتكون آخر أنشطتها المريبة نشرها لمقتطفات فيديو لعملية إجرامية واسعة تستهدف رجال أعمال و سياسة أجهضت في مهدها.
كلها مؤشرات جعلت الكثيرين يصنّفون موقع نواة كوكر للمخابرات الفرنسية وأيضا الإيرانية, و يشككون في مصادر تمويله و الجهات المشرفة عليه.
معطيات و إن تماهت وجهات النظر حولها بين مصدق و مشكك فإنها تستدعي وخاصة اليوم في العيد العالمي للصحافة, فتح تحقيق عاجل و دقيق لحسمم الموضوع في وقت تشهد فيه الساحة الإعلامية الكثير من الطفيليين و المرتزقة الذين يتمعشون من كشف الأسرار الشخصية و اختراق الخطوط الحمراء لذوي المناصب خدمة لمصالح خارجية أو ربما للحصول على أموال تحت ضغط الابتزاز, أو ربما لمحاولة ضرب الناجحين من رجال الأعمال وإبعادهم عن تونس للإستثمار في بلدان أخرى.