تعتبر مدينة الجم التابعة لولاية المهدية معبرا لتهريب السلع المقلدة والمنوعة القادمة من القصرين وقبلي وقفصة والقيروان لتوزع لاحقا في أسواق المدينة في 200 مستودع مخصصة للسلع المهربة …

«الشروق» رافقت احد المهربين في رحلته في عالم التهريب داخل مدينة الجم التي تحولت الى معبر لعشرات المهربين القادمين من كل الولايات ….
تضم مدينة الجم التي تبعد حوالي 45 دقيقة عن ولاية المهدية حوالي 200 مستودع مخصصة لإخفاء السلع المهربة القادمة من المسالك الحدودية التونسية الجزائرية او التونسية الليبية كما تم منذ يوم 23 ماي الفارط مصادرة املاك 3 رجال اعمال من الجم بتهمة تكوين ثروتهم من التهريب على غرار نجيب بن اسماعيل والأخوين جنيح اللذين يملكان بدورهما احدى اكبر الشركات التي تنشط في مجال التهريب.

المستودعات

تتوزع مستودعات التهريب على كامل مدينة الجم فيتم افراغ السلع والبضائع المهربة في ساعات الليل حتى لا تتفطن وحدات الامن والحرس لهذه العمليات فترى امام كل مخزن سيارات من الحجم الكبير تقوم بإفراغ البضاعة.

وغير بعيد عنها يتولى احد العناصر التابعة للمهرب مراقبة الطريق وفي صورة إشعال ضوء ما يتفطن المهرب الى ان هناك دورية امنية قادمة فيتخذ إجراءاته.
ما بعد الساعة العاشرة ليلا تتدفق شاحنات للتهريب القادمة من ولايات القيروان والقصرين وقبلي وقفصة وغيرها من باقي المناطق نحو مدينة الجم اين ينتظرهم في مدخل المدينة عناصر تابعة لهم تقوم بايصال وسائل النقل الى الاماكن المتفق عليها فيما بينهم.

انطلقت رحلة المهرب الذي قمنا بمرافقته من مدينة قصور الساف مرورا بالرجيش وصولا الى احد مسالك التهريب الوعرة بمدينة الجم اين قام بتسليم السيارة المدججة بالبضاعة الى احد العناصر التابعة له لمواصلة القيادة في اتجاه مستودع متواجد في منطقة نائية تبعد 25 كلم عن الجم فتم افراغ كمية كبيرة من قطع الغيار القادمة من الحدود الجزائرية التونسية.

اكد المهرب «ع.غ.ع» ابن 42 سنة انه دخل عالم التهريب منذ كان في العشرين من عمره واختص في تهريب قطع الغيار القادمة من الجزائر قائلا « من اكثر السلع التي يتم تهريبها نحو الجم نجد المحروقات والمواد الإلكترونية ولعب الاطفال المقلدة والفواكه الجافة والسيارات ووسائل النقل المسروقة».

الاسلحة

وعن تهريب الاسلحة علمت «الشروق» ان وحدات الحرس الوطني تمكنت في عدد من العمليات الامنية من حجز 900 بندقية صيد يتم تهريبها من العاصمة نحو مدينة الجم ثم يتولى المهرب تهريبها نحو الحدود التونسية الجزائرية اين يقوم بتسليمها الى تاجر السلاح .
وقال مصدر مطلع « للشروق « ان عمليات تهريب بنادق الصيد تتم من تونس نحو الجزائر مرورا بمسالك مدينة الجم نظرا لانها تباع باضعاف سعرها في الجزائر مما يضمن للمهرب مرابيح مالية هامة عن كل قطعة سلاح تباع هناك.

يتم تهريب السلع والاسلحة والمخدرات وغيرها من البضائع الممنوعة والمقلدة عبر مسالك وعرة تربط مدينة الجم بالمناطق المحيطة بها على غرار شربان وسيدي عمر وبن هبيرة وتعتبر هذه المسالك تحت سيطرة المهربين و خارج الحماية الامنية.
كما تباع السلع المهربة في الشوارع والاسواق وتوزع في محلات ومستودعات كبرى امام أنظار الوحدات الامنية دون ان يتم اتخاذ اي اجراء ضد المهربين وعن هذا قال مصدر امني «للشروق» «رغم كل محاولاتنا لم نستطع السيطرة عليهم لان هناك دوما جهات تحميهم».

السلع المهربة

وحسب المهرب الذي قمنا بمرافقته في رحلته فانه يتم تهريب فصائل التمور والمخدرات والبنزين ووسائل النقل المسروقة من القصرين اما ولاية توزر فإنها ممر لتهريب الجمال وفصائل النخيل ولعب الاطفال وقطع الغيار في حين يتم تهريب المحروقات والمواد الكترونية والمواد الغذائية عبر مسالك ولاية قفصة اما ولايات الشمال الغربي فيتم استعمال مسالكها لتهريب المخدرات والسلاح. وتطرق محدثنا الى مسالك ولايات الشمال الغربي قائلا « يتم استعمال الطرقات ومسالك ولايتي الكاف وجندوبة في تهريب السلاح والمخدرات نظرا لصعوبة التضاريس هناك حيث تتم عمليات التهريب بسيارات رباعية الدفع ويتم احداث تغيرات عليها حتى تتمكن من عبور هذه المسالك».

ثلاثة من 10 رجال اعمال تم مصادرة أملاكهم والقبض عليهم ووضعهم تحت الاقامة الجبرية هم من مهربي مدينة الجم وعن الاسباب قال مصدر امني مطلع بان عملية الاطاحة بهم لم تكن وليدة حملة مقاومة الفساد التي دعا اليها رئيس الحكومة منذ 23 ماي الفارط بل انطلقت منذ أشهر وتحديدا بعد ادخال صفقة من المواد المهربة من قبل مهرب كبير بالجهة ليتم وضعه تحت المراقبة الامنية الى أن تم القبض عليه.

أرقام

عدد المستودعات : 200
عدد مسالك التهريب 12
يوميا مرور ما بين 6 و9 سيارات تهريب
تهريب بضائع من 6 ولايات نحو الجم
مصــــادرة امـــلاك 3 رجال اعمال من الجم

التهريب

من القصرين : مخدرات، أسلحة، فصائل التمور، وسائل نقل مسروقة، مواد غذائية
توزر : بنزين، فصائل نخيل، مخدرات، قطع غيار
قبلي : مخدرات، جمال
قفصة : محروقات، مواد الكترونية، مواد غذائية
القيروان : بنزين ومواد غذائية ومواشي

المصدر : الشروق