تزامنا مع الإضراب الوطني في القطاع العام الذي انخرطت فيه كباقي ولايات الجمهورية استجابة لدعوة المنظمة الشغيلة، استفاقت ولاية صفاقس اليوم الخميس على وقع إضراب جهوي عام في القطاعين العمومي والخاص وضع تحت شعار “يوم غضب” ورفع فيه الاتحاد الجهوي للشغل مطلبين رئيسيين للحكومة هما إيجاد حلّ جذري للمعضلة البيئية بسبب تراكم النفايات لمدة تسعة أشهر كاملة وحلحلة المشاريع التنموية المعطلة.
وقد تعطّلت جراء هذا الإضراب عديد المرافق من بينها النقل حيث خلت الطرقات الرئيسية في المدينة هذا الصباح على غير العادة من حافلات النقل العمومي مقابل نشاط سيارات الأجرة تاكسي، وتعطّلت أيضا خدمات عديد القطاعات منها قطاع الصحة وباقي الخدمات الإدارية المختلفة ونشاطات المنشآت العمومية باستثناء الخدمات ذات الطابع الاستعجالي. كما سجل حضور أمني مكثف في منطقة باب البحر (وسط المدينة) وفي الأنهج والشوارع المحيطة بالاتحاد الجهوي للشغل حيث يتوافد المضربون وقد أغلقت أغلب هذه الأنهج أمام حركة جولان السيارات لدواعي تنظيمية.
وقد أمنت في هذا اليوم الشركة الجديدة للنقل بقرقنة الحد الأدنى من خلال سفرة أولى ذهابا وإيابا انطلقت في ساعة مبكرة من صباح اليوم على أن تنظم سفرة ثانية في المساء. كما تواصل عمل مركزي إصلاح امتحانات البكالوريا صفاقس 1 وصفاقس 2 والخدمات الطبية الاستعجالية.
وقد انخرطت أغلب برامج إذاعة صفاقس في الإضراب العام حيث اقتصرت النشرات الإخبارية على بث الأخبار المتعلقة بيوم الغضب وكذلك البرامج الصباحية.
على صعيد آخر، تجمّع الأعوان البلديون بأعداد غفيرة أمام مقر البلدية قبل التوجّه في مسيرة داعمة للمنظمة الشغيلة إلى مقر الاتحاد الجهوي حيث يلتقي النقابيون من مختلف القطاعات للمشاركة في تجمّع نقابي يشرف عليه الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي وأعضاء الاتحاد الجهوي.
وقد نجم عن إضراب أعوان البلدية تعطّل لمجهودات تجميع الفضلات التي كانت انطلقت منذ ثلاثة أيام بعد قرار والي الجهة إعادة فتح المصب الوقتي بطريق الميناء بصفاقس تحت تصرف الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات في انتظار تجهيز الحل الدائم للمعضلة في الأسابيع القادمة.
وفضلا عن بقاء كميات كبيرة من الفضلات في الطرقات ليوم إضافي، نجم عن هذا الإضراب تعطّل بعض المصالح والخدمات لفائدة المواطنين من بينها الخدمات الصحية حيث عبّر مواطن أربعيني تنقل من ولاية الكاف إلى قسم الأعصاب بمستشفى صفاقس في إطار عيادة طبية مبرمجة منذ مدة عن امتعاضه لأنه سيضطر إلى العودة إلى الكاف دون أن يحقق مبتغاه.