بعد أن كان يُنظَر إليه كممثل سابق صار رئيسًا لأوكرانيا بالصدفة وجد “فولوديمير زيلينسكي” نفسه في مواجهة مباشرة مع روسيا التي اقتحمت أراضي بلده في حرب غير متكافئة سلطت أضواء جديدة عليه، وأبرزته عالميًا بشكل خاص. وشنّت روسيا، الخميس، غزوًا شاملًا لأوكرانيا من البر والجو والبحر، في أكبر هجوم تشنّه دولة على أخرى في أوربا منذ الحرب العالمية الثانية.
ودعا زيلينسكي في رسالة على فايسبوك مواطنيه إلى عدم الذعر، وقرّر فرض الأحكام العرفية، في حين كانت روسيا تنفّذ ضربات ضد البنية التحتية العسكرية وحرس الحدود الأوكراني.
ودعا زيلينسكي الأوكرانيين للدفاع عن بلادهم، وقال إنه ستُقدم أسلحة لكل من لديه الاستعداد للقتال، كما حث الروس على النزول إلى الشوارع للاحتجاج على تحركات حكومتهم.
وانتخب النجم التلفزيوني السابق رئيسًا لأوكرانيا عام 2019 بعدما نجح بحملة انتخابية “يسيرة” منبثقة من الشعب، في استقطاب الأوكرانيين والاستفادة من إحباطهم من النخبة السياسية التي حكمت البلاد في مرحلة ما بعد الحكم السوفياتي.
واشتهر زيلينسكي لسنوات عديدة بين زملائه الأوكرانيين بحسه الفكاهي، وعمل ممثلًا كوميديًا ومديرًا تنفيذيًا في التلفزيون والسينما، وقاد فرقته الكوميدية (كفارتال 95) قبل تقلّده منصب رئيس البلاد في ماي2019.
كما أسس زيلينسكي منظمة رابطة الضحك غير الحكومية، وأنتج 10 أفلام طويلة فاز خلالها بأكثر من 30 جائزة في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية والمنتديات الإعلامية.
وبدأت مغامرة زيلينسكي السياسية بما يشبه المزحة مساء 31 ديسمبر 2018 مع الإعلان المتلفز عن ترشحه للانتخابات الرئاسية.
وكان زيلينسكي أدى دور مدرس تاريخ سليط اللسان في مسلسل تلفزيوني اسمه “خادم الشعب” حيث صار رئيسًا في المسلسل بعدما صوّره أحد تلاميذه وهو يتكلّم بحماسة ضد الفساد ونشر المقطع على الإنترنت، وحقّق العرض الكوميدي نجاحًا كبيرًا فيما كانت البلاد تشهد تغييرًا عميقًا، ومنذ ذلك الوقت، اكتسب زيلينسكي شعبية متزايدة.
فصل جديد في مسيرة زينلنسكي و أمس فتحت الأزمة مع روسيا فصلا جديد في مسيرة زيلنسكي أخرجته نهائيا من دائرة الكوميديا و أبرزت وهم “الحلم” الذي سعى إليه وتحدث عنه يوم 14 فيفري حول الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والذي أصبح اليوم و بواقع الحرب الدائرة حلما بعيد المنال.
ففي 2019، وصل إلى الرئاسة الأوكرانية متعهدًا بفتح قنوات اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع حد للصراع الدامي في شرق البلاد الذي أودى حتى الآن بأكثر من 14 ألف شخص.
وعقد الزعيمان قمة في باريس بعد أشهر قليلة من انتخاب زيلينسكي، وأشاد بها بوتين ووصفها بأنها “خطوة مهمة”.. لكن زيلينسكي كان له رأي مختلف، إذ صرّح “قال نظرائي إنها نتيجة جيدة جدًا لاجتماع أول. لكنني سأكون صادقًا، إنها نتيجة متدنية جدًا”..
ومنذ ذلك الحين، تشهد العلاقات بين الرئيسين تدهورًا مستمرًا..