تحتفي تونس كسائر الدول بشهر مارس الأزرق هذه السنة تحت شعار “لنتجند ضد سرطان القولون”، وذلك في إطار التحسيس بخطورة هذا المرض الذي يشهد ارتفاعا في نسق انتشاره كل عام، وما يستتبع ذلك من تزايد في نسبة الوفيات المسجلة جراء هذا المرض، خاصة في ظل غياب التشخيص والعلاج المبكر.
واعدت بهذه المناسبة، إدارة الرعاية الصحية الأساسية التابعة لوزارة الصحة، بالشراكة مع جميع الأطراف ذات العلاقة برنامجا شاملا يتضمن بالخصوص تنظيم ملتقى طبي حول سرطان القولون، إلى جانب إطلاق حملة إعلامية وإعداد دعائم تحسيسيّة في الغرض، فضلا عن تنظيم حملة للكشف المبكّر عن سرطان الثّدي.
وعلى المستوى الجهوي، أعدت إدارة الرعاية الصحية الأساسية برنامجا احتفاليا في كامل الجهات، حيث سيتم تنظيم أيام تحسيسيّة بمركز المسنين بقرمبالية لفائدة الأشخاص البالغين 50 سنة فما فوق، وبمستشفى محمود الماطري لفائدة أعوان الصحّة، وفي الوسط المهني عبر تنظيم يوم تحسيسي لفائدة العاملات بمصنع حلويّات.
وتعتمد الإستراتيجية الوطنية لتقصّي سرطان القولون، على تحديد المستهدفين والذّي تبلغ أعمارهم من 50 إلى 74 سنة، ودعوتهم الى القيام بالتقصّي عن طريق تحليل الدم الموجود بالبراز “Hémocult” ، وتوجيه نتائج التحاليل الإيجابيّة نحو اختصاص أمراض المعدة والأمعاء للقيام بفحص مجهري.
كما تمّ في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتقصي سرطان القولون، تكوين الأعوان المعنيين بهذا الموضوع من أطبّاء الخطوط الأمامية وأعوان الصحّة، بالإضافة إلى انجاز وإعداد نظام لجمع المعلومات حتّى يتسنّى تقييم النتائج والملاحظات وتعميمه تدريجيّا على كلّ الدوائر الصحيّة.
ويعتبر سرطان القولون السرطان الثالث الذي يصيب الرجال والثّاني لدى النساء، إذ بلغت سنة 2021 عدد الحالات الجديدة في تونس 2212 حالة (1050 إناث و1162 ذكور)، ويتوقع أن تبلغ عدد الحالات الجديدة السّنوية سنة 2030 قرابة 4547 حالة (2163 إناث و2384 ذكور).
يذكر أن ازدياد احتمال الإصابة بسرطان القولون يكون عند الأشخاص الذّين يعتمدون النظام الغذائي الغني بالدهون، أو لديهم تاريخ عائلي أو شخصي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو المصابين بالتهاب القولون القرحي، أو داء كرون، بالإضافة إلى عدّة عوامل اختطار تتمثل في نمط الحياة غير الصحية كالتّدخين وزيادة الوزن أو السمنة و الخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار.
Tweet