كشف المحامي علي بن عون، أن 35 محاميا سيقدمون 3 عرائض للمحكمة الابتدائية بصفاقس بعد غد الخميس، لمقاضاة وزير التربية ناجي جلول ووزيرة الصحة العمومية سميرة مرعي بسبب عدم اتخاذهما الاجراءات اللازمة لحماية التلاميذ خاصة في جهتي بئر علي بن خليفة وبئر الغرايبية من ولاية صفاقس من فيروس الالتهاب الكبيدي (البوصفير).

وأضاف بن عون أن عدد المصابين من التلاميذ بهذا الفيروس حسب ما يتوفر لديهم من معطيات تحصلوا عليها من طب المدارس المذكورة ومن بعض المصحات والاولياء، تجاوز 125 مصابا، مؤكدا أن وزارتي الصحة والتربية على علم بأغلب الحالات المسجلة وأنهما بصدد تجميع الاحصائيات من المدارس الاخرى التي تواجه مشاكل صحية.

وأشار الى أن هناك 3 عرائض ستقدم الى المحكمة: تتمثل في تحديد أسباب وفاة تلميذة بالسنة السادسة ابتدائي من أبناء منطقة بئر علي بن خليفة متأثرة بمرض التهاب الكبد الفيروسي في المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس بتاريخ 9 فيفري الجاري، ودراسة ملفها الطبي.

وتتمثل العريضة الثانية في تكوين لجنة طبية من 3 خبراء باعتبار ان النزاع ضد الدولة وأنه سيتم اتخاذ القرار باغلاقها من عدمه.

وتتعلق العريضة الثالثة بتعيين 3 خبراء في البناء لتحديد القيمة الجملية المخصصة لاعادة تهيئة المدارس المذكورة، اضافة الى تقديم شكوى جزائية في اسباب الوفاة.

وأشار بن عون الى أن الطب المدرسي راسل لمندوبيات الجهوية للصحة والتعليم والوزارات المعنية حول عدد المصابين بالفيروس المذكور، ملاحظا انه ثبتت اصابة التلميذة المتوفاة بفيروس الالتهاب الكبدي منذ 14 ديسمبر من العام الماضي وأن التاخير في اجراء التحاليل اللازمة وعدم اخضاعها للعلاج عجلا بوفاتها.

وأكد أنه تمت مراسلة المندوبيات الجهوية المعنية منذ 2011 بسبب تفشي هذا الفيروس، وانها لم تحرك ساكنا، وأن لهم صورا تتعلق بالفضاءات الصحية المزرية والتي كان من المفروض تحسينها، ملاحظا ان وضعية المدارس في السبعينات كانت افضل بكثير مما هي عليه اليوم.

وشدد محدثنا على أن الوضعية الحالية بمدارس جهة أصبحت قضية وطنية، داعيا إلى تحرك وطني لمواجهة هذا الوباء الذي أضحى تهديدا خطيرا لحياة الأطفال، معتبرا أن القضاء هو الملجأ الوحيد لحسن تطبيق القانون.

وكان أهالي معتمدية بئر علي بن خليفة من ولاية صفاقس قد نفذوا بتاريخ 10 فيفري الجاري مسيرة غضب رفعت خلالها عديد الشعارات والمطالب التنموية وعلى رأسها المطالبة بفتح المستشفى الجهوي الجديد المتعطل استغلاله رغم استكمال أشغاله منذ ما يزيد عن السنتين “بسبب مماطلة السلط الصحية بالجهة”، حسب تعبير احد الاطباء.
وردد المشاركون في المسيرة شعارات تنادي بحق المعتمدية في التنمية والصحة، وأخرى تعبر عن مشاعر الحسرة والألم بسبب فقدان التلميذة مريم الزهمول.