أغلق عدد من المعطلين عن العمل من معتمدية حيدرة التابعة لولاية القصرين اليوم الأحد 7 ماي 2017 الطريق الرابطة بين حيدرة وتبسة الجزائرية على مستوى المعبر الحدودي التونسي الجزائري بحيدرة بعد أن هدّدوا أمس السبت باللجوء إلى الجزائر على خلفية ما اعتبروه عدم التفاعل من قبل السلطات التونسية مع مطالبهم التنموية، وفق ما ورد بإذاعة “موزاييك أف أم”.
يُذكر أن معتمدية حيدرة من ولاية القصرين كانت قد شهدت الجمعة المنقضي إضرابا عاما أُغلقت بموجبه كافة المؤسسات العمومية والخاصة والمحلات التجارية، كما تعطلت إثره الدروس بمختلف المدارس الابتدائية بالمنطقة وإعداديتها ومعهدها الثانوي باستثناء الصيدلية ومركز الصحة الأساسية والمخابز، وفق ما أكده لـ”وات” الناشط بالمجتمع المدني وعضو تنسيقية اعتصام “الرحيل” بحيدرة وحيد المتجولي.
وأوضح نفس المصدر أن هذا التحرك الاحتجاجي جاء على خلفية تجاهل السلط الجهوية والوطنية مطالب أبناء هذه المعتمدية النائية، المتعلقة أساسا بتفعيل الاتفاقيات المبرمة مع الحكومة السابقة في شهر جانفي 2016، والتي تهم تشغيل فرد من كل عائلة معوزة أو فقيرة، وتفعيل مبدأ التمييز الايجابي للمناطق الجبلية والحدودية والمناطق المحرومة والمهمشة مثل معتمدية حيدرة، فضلا عن تفعيل المشاريع العمومية المعطلة بالمنطقة على غرار المدرسة الإعدادية والملعب البلدي ومكتب استقبال وإرشاد سياحي وبلدية سياحية”.
وأفاد بأن معتمدية حيدرة “شهدت في عدّة مناسبات سلسلة من التحركات الاحتجاجية كان آخرها اعتصام “المصير” الذي نفّذه الإثنين المنقضي عدد هام من شباب المنطقة العاطلين عن العمل من مختلف المستويات التعليمية، بالطريق الوطنية عدد 4، والمسيرة السلمية التي نفّذت الخميس الماضي من طرف هؤلاء الشباب بمساندة عدد من ممثلي المجتمع المدني بحيدرة، احتجاجا على الوضع الاجتماعي المتردي وتفشي البطالة والغياب الكلي لمؤشرات التنمية بها”.
وذكر المتجولي أن “شباب المنطقة هدّدوا بالتصعيد في تحرّكاتهم الاحتجاجية في حال تواصلت سياسة تجاهل ولا مبالاة السلط الجهوية والمركزية لمطالبهم، وذلك بالدّخول في عصيان مدني أو اللّجوء إلى التراب الجزائري”.
وكان المحتجون بالمنطقة قد أقدموا على غلق الطريق الوطنية عدد 4 الرابط بين معتمدية حيدرة ومدينة تبسة الجزائرية منذ بداية الأسبوع الماضي حتى الجمعة المنقضي، مما تسبب في تعطل حركة المرور على مستوى الطريق المذكورة وتراجع الحركة عبر المعبر الحدودي بالمنطقة من الاتجاهين، وفق ما أفاد به وكالة تونس إفريقيا للأنباء القابض الديواني بالمعبر الحدودي بحيدرة الرائد سفيان الرزقي.
ولفت الرزقي الى أن المعبر الحدودي بحيدرة “يسجل في الأيام العادية أكثر من 90 وافدا ومغادرا من تونس الى الجزائر في اليوم، ومرور أكثر من 30 وسيلة نقل بين سيارات ووسائل نقل بضائع في اليوم”.
يشار الى ان الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ياسر مصباح اكد الاربعاء المنقضى في تصريح ل(وات) أنه لا صحة لما يروج حول غلق مؤقت للمعابر الحدودية البرية بين تونس والجزائر.