التونسي يحب الحياة، لذلك لا يجعل الظروف الاقتصادية وقلة ذات اليد تحرمه من عطلة قصيرة على شاطئ البحر يستمتع فيها مع عائلته ببعض الوقت لينسى ضغوط العمل والحياة اليومية، ولكي يحقق ذلك يلجأ إلى العديد من الطرق ليوفر مصاريف أيام الاصطياف، فإذا لم يسعفه الادخار لجأ إلى الاقتراض من البنك أو حتى التداين من الأقارب والأصدقاء.
لا يتنازل التونسيون من جميع الشرائح عن الاستمتاع بالعطلة الصيفية أو ما يسمى في ما بينهم بـ”الخلاعة”، فرغم كثرة المناسبات والمصاريف في فصل الصيف، إلا أن العائلة التونسية تتدبر أمرها لقضاء أيام على شاطئ البحر، سواء في نزل أو في منزل على وجه الكراء في إحدى المدن الساحلية.
ومع تسارع نسق الحياة وعلى وقع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية وتعدد المناسبات الاحتفالية أو غير الاحتفالية يبحث التونسي عن طريقة لتوزيع مرتّبه بين جملة هذه الحاجيات الضرورية والعطلة الصيفية التي خرجت من الكماليات لتصبح هي أيضا من الضروريات، لأنها مناسبة جيدة يجتمع فيها الأطفال بوالديهم بعيدا عن ضغوط الحياة اليومية التي تبدأ من الصباح في زحمة النقل وتنتهي عند الغروب بعد جهد من العمل الدؤوب.
ويعتبر الأخصائيون الاجتماعيون أن الترفيه ضروري وليس من الكماليات كما يعتقد البعض، لذلك لن تقف الظروف الاقتصادية الصعبة عائقا أمام رغبة التونسي في الترويح عن نفسه في حدود الإمكانيات المالية والميزانية المتاحة له، رغم تراجع نسبة إنفاق التونسي في هذا المجال.
Tweet