حذّرت كلٌّ من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من ارتفاع خطر تفشي الحصبة مع تسجيل زيادة بعدد الحالات عالميا تقارب نسبة 80% عام 2022، مقارنة بالعام الماضي.
وورد في بيان صادر عن الوكالتين، أنه “تمّ الإبلاغ عن 17,338 إصابة بالحصبة عالميا خلال شهري جانفي وفيفري 2022، مقارنة مع 9,665 حالة في الفترة ذاتها من عام 2021″.
وأشارت الوكالتان إلى أنه كان هناك 21 حالة تفشٍّ للمرض “على نطاق واسع ومربك”، والعديد منها في أفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
وجاء في البيان أن “العراقيل المرتبطة بالجائحة، وازدياد انعدام المساواة لجهة إمكانية الحصول على اللقاحات، وتحويل الموارد من خدمات التحصين الروتيني، جعلت عددا كبيرا من الأطفال غير محميّين من الإصابة بداء الحصبة وغيرها من الأمراض التي يمكن تفاديها باللقاحات”.
وتابع البيان، أنّ تخفيف المدن والدول الإجراءات الوقائية الخاصة بـ”كوفيد-19″، زاد من خطر تفشي داء الحصبة. في هذا السياق، أشارت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف في البيان إلى أنّه “من المشجِّع أنّ الناس في العديد من المجتمعات المحلية بدأوا يشعرون بأنهم محميين من كوفيد-19 بشكل يخوّلهم للعودة إلى المشاركة بالمزيد من الأنشطة الاجتماعية.
لكنّ هذا الأمر قد يؤمّن ظروفًا مؤاتية لانتشار أمراض مثل الحصبة في أماكن لا يحصل فيها الأطفال على خدمات تحصين روتيني”.
وفي عام 2020، لم يتمكن 23 مليون طفل من الحصول على اللقاحات الأساسية الخاصة بمرحلة الطفولة، وواجهت حملات تلقيح الأطفال عراقيل في الآونة الأخيرة بسبب جائحة “كوفيد-19″والنزاعات في أوكرانيا، وإثيوبيا، والصومال، وأفغانستان.
وأفادت الوكالتان أنه منذ الأول من أفريل، “ما برحت 57 حملة تحصين من الأمراض التي يمكن تفاديها باللقاح مُجَدولة، ومؤجلة في 43 دولة منذ بداية الجائحة، ما يؤثر على 203 مليون شخص، غالبيتهم من الأطفال”.
ولفتتا إلى أنّ 19 منها هي حملات للوقاية من الحصبة، الأمر الذي يعرّض 73 مليون طفل لخطر الإصابة بهذا المرض جراء نقص اللقاحات”.
وأفادت منظمة الصحة العالمية واليونيسف أن “تغطية جرعتي اللقاحات الآمنة والفعالة المضادة لداء الحصبة تحمي بنسبة 95% أو أكثر”.
وأكدت الوكالتان أنّ نسبة التغطية للجرعة الأولى في الدول الخمس التي سُجّل لديها أكبر عدد من الحالات العام الماضي، كانت أدنى من نسبة 70% عام 2020.
وذكرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) في البيانات المنشورة الأسبوع الماضي، أنّ اللقاحات المضادة لداء الحصبة بين طلاب الروضة تراجعت إلى 93،6% خلال السنة الدراسية 2020-2021.
كما أعلنت الدكتورة شانون ستوكلي، نائب مدير قسم خدمات التحصين، في بيان بشأن بيانات التلقيح عن شعورهم بالقلق من أنّ نقص خدمات التحصين الروتيني قد يعرّض الأطفال المستضعفين لأمراض يمكن تفاديها باللقاح، مثل داء الحصبة والسعال الديكي.
Tweet