لاحظ سفير جمهورية الصين الشعبية لدى تونس جانغ جيانقوه أن تونس تعرضت خلال الفترة الأخيرة إلى “هجمة تدخل في شؤونها الداخلية من قبل الدول الغربية وخاصة مجموعة الدول السبع والولايات المتحدة الأمريكية وذلك لاتخاذها قرارات سيادية لا تتواءم مع مصالح هذه الدول “.
وبين جيانقوه خلال لقاء إعلامي جمعه اليوم الجمعة بعدد من ممثلي وسائل الاعلام التونسية، أن هذه التدخلات التي تعرف بلاده مثيلا لها استهدفت قرارات الرئيس قيس سعيد السياسية السيادية (في إشارة إلى قرارات 25 جويلية وما تبعها) وتكون عادة تحت يافطة الدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية، مشددا بالقول ” علينا التمسك المشترك بحقوقنا في السيادة وحقوق الانسان”.
وفي نفس السياق تحدث السفير الصيني عن انتقاد الدول الغربية لمسألة حقوق الانسان، وأوضح ان موضوع الإبادة الجماعية للمسلمين الصينيين هي اتهامات غربية.
وشدد على أن القضيه لا تتعلق بالدين أو المسلمين بل في جوهرها تتعلق بمعارضة انفصاليه ومكافحه الإرهاب.
ولاحظ السفير الصيني في هذا اللقاء الذي خصصه للتطرق للمؤتمر الوطني ال20 للحزب الشيوعي الصيني المنعقد مؤخرا وآفاق قراراته وتوصياته سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي أو الثنائي، أن الفترة المقبلة ستوفر فرصا ثمينة لتطوير العلاقات الصينية التونسية خاصة على المستويين الاقتصادي والتجاري، سواء من حيث تنفيذ استثمارات صينية جديدة في تونس أو فتح السوق الصينية أمام المنتجات التونسية.
وأوضح أن الصين تستعد بعد المؤتمر لخوض جهود نحو بناء نمط تنموي جديد يتميز بالجودة العالية والتسريع في نسق التحول الأخضر لنمط التنمية، كما ستكون السوق الصين في ارتباط وثيق بالعالم الخارجي وسيزداد تبعا لذلك طلبها على السلع والخدمات عالية الجودة، وهو نسق سيجلب المزيد من مكاسب التنمية إلى الدول الأخرى بما في ذلك تونس.
وشدد جيانغوه على أن الشركات الصينية ترغب في الاستثمار في تونس ذات الموقع الاستراتيجي المتميز وفي أن تكون قاعدة لأنشطتها باتجاه الأسواق الافريقية والأوروبية في مجالات صناعة الأجهزة الالكترونية، كما أن ما يميز تونس من مناخ وتاريخ زراعي ثري يشكل فرصة لتكون بلدا زراعيا كبيرا ولتبادل الخبرات مع الصين في هذا المجال.
وإلى جانب التعاون في المجال العلمي والبحث والتكنلوجيا حيث تقدم الصين سنويا 30 منحة لطلبة تونسيين للدراسة في جامعاتها، أفاد السفير الصيني بأن الطرفين سينطلقان في عدة مشاريع في مجالات التكنولوجيا والصحة والثقافة حيث يجري العمل في هذا السياق على تنفيذ مشروع ضخم لبناء مركز الحوسبة عالي الأداء، وتوسيع مستشفى صفاقس وبناء معهد للعلاج من السرطان في قفصة كما سينطلق قريبا التعاون في مجال البحث في الاثار التاريخية، مشيرا إلى أن هذه النماذج تعزز التعاون القائم في عديد المجالات اعلى غرار الأكاديمية الدبلوماسية للتدريب والدراسات، والمركز الشبابي ببنعروس والمستشفى الجامعي بصفاقس التي تم تنفيذها في إطار مبادرة الحزام والطريق، إلى جانب معهد كنفيشوس ومركز الطب الصيني التقليدي (الوخز بالإبر).
وشدد السفير الصيني على أن كل المشاريع المنجزة او التي يتوقع إنجازها تعد علامات متميزة بين الطرفين، لكن المهم يبقى جذب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى تونس.
Tweet