الإعلام البريطاني : الوقت مناسب للعودة إلى تونس
تحت عنوان “شواطئ ومعالم قديمة-لكن السياح غائبون-.. الوقت المثالي لزيارة تونس”، نشرت جريدة التلغراف واسعة الانتشار في بريطانيا تقريرا حول الوجهة السياحية التونسية، أبرزت فيه أهم المعالم التي تمتاز بها تونس وتجعلها اختيارا ناجحا لقضاء العطلة والاستمتاع بما تزخر به من شواطئ ومواقع تاريخية، مع عودة الأمن لهذا البلد الذي تجاوز مخلفات العمليات الإرهابية.
كاتب المقال بدأ جولته في تونس من سوسة وشواطئها، حيث التقى عددا من السياح الذين يحمل أغلبهم الجنسية الألمانية قدموا للاستمتاع بالبحر والشمس، ولو أن عددهم قليل جدا. إذ أكد له دليل سياحي أنه كان في السابق مشغولا طوال الموسم بالعمل مع البعثات السياحية، لكنه اليوم يكتفي بالعمل لأسبوع واحد كل شهر في أحسن الحالات”.
سوسة ليست فقط البحر والنزل، ففي سوسة توجد المدينة العتيقة بأسواقها الممتدة في شوارعها وأزقتها التي لم تتغير ملامحها كثيرا منذ القرن التاسع ميلادي، عندما بناها العرب وأحاطوها بسور لحمايتها من الغزوات.
تاريخ سوسة يعود إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد حين كان إسمها حضرموت، التي شيدها الفينيقيون القادمون من شرق المتوسط (لبنان اليوم).
رحلة الكاتب تواصلت إلى جنوب سوسة، حيث المسرح الأثري بالجم، معلم بني منذ الحقبة الرومانية، بين 228 و238 بعد الميلاد، عندما نحتت أيادٍ موهوبة هذا الصرح الصامد عبر العقود ليشهد على تلك الفترة، مضيفا : “مرة أخرى أجد نفسي رفقة عدد قليل من الزائرين، لا يتجاوزون العشرين شخصا رغم قيمة المكان.. الجم تستحق مكانة أعلى من هذه..”.
من الجم إلى الحمامات، مدينة لا تزال تحافظ على الحصن الذي بناه الإسبان في القرن السادس عشر ويحتل موقعا متميزا جدا. الرحلة وصلت بالكاتب إلى مطعم تدير امرأة بريطانية- تونسية، “صوفيا عويشاوي” تقيم هنا منذ 5 سنوات بعد أن تركت مدينة ساوثامبتون وعملها هناك. وفي حديثها معه قالت ” لمن يسأل لم أنا في تونس ؟ أقول لماذا لا تأتي لتعرف..” مشيرة بيدها إلى البحر. صوفيا أضافت ” لندن شهدت حوادث إرهابية، برلين وباريس كذلك.. الإرهاب يضرب العالم بأسره.. أنا سعيدة هنا وسأتزوج السنة القادمة.. سأبقى هنا للأبد”.
نهاية الرحلة عبر تونس العاصمة، المشابهة في بناياتها للعاصمة الفرنسية باريس، وشارع الحبيب بورقيبة المشابه للشانزيليزيه بكنيسته وأشجاره ومحلاته التجارية، يقودك إلى المدينة العتيقة حيث جامع الزيتونة والصوامع التي تعانق السماء.
في تونس العاصمة كان لابد من زيارة متحف باردو، ومنذ الوصول هناك كانت الإجراءات الأمنية المشددة والتفتيشات المشابهة للإجراءات في المطارات. الأمر طبيعي بالنظر لما شهده الموقع في مارس سنة 2015، حيث قتل 22 سائحا أوروبيا. هؤلاء الضحايا كرمتهم تونس بوضع نصب تذكاري لهم في الرواق الأول بالمتحف والرسالة واضحة : ” لن ننسى.. ولكننا نمضي قدما..”.
في هذا المتحف مجموعة من أقدم المعالم التارخية، لوحات فسيفسائية رومانية، وقطع أثرية شاهدة على الحروب البونية بين قرطاج وروما والتي انتهت سنة 146 قبل الميلاد بسقوط قرطاج، وتمثال للإله القرطاجني بعل آمون، وجرار من المرمر تعود للقرن الخامس عشر.. مكان عظيم بآثاره وقبابه وبلاطه.
5 أسباب للعودة إلى تونس :
تصدرت 5 وجهات نصائح كاتب المقال لتكون مقصد السائح البريطاني عند زيارته لتونس.
1- البداية من المسرح الأثري بالجم : يُعتبر واحدا أفضل المسارح الرومانية في العالم. المَعلم المسجل ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو والذي يتسع لنحو 35 ألف شخص شهد تصوير عدة أفلام عالمية مثل Monty Python’s Life of Brian وGladiator .
2- قرطاج : امبراطورية حكمت جزءا كبيرا من المتوسط بين القرن السادس قبل الميلاد وسنة 146 قبل الميلاد، ولا تزال ضاحية قرطاج في العاصمة شاهدة على هذه الحقبة التاريخية من خلال الآثار الموجودة هناك.
3- تونس العاصمة : المدينة العتيقة المدرجة في قائمة اليونسكو، والشواطئ في ضواحي العاصمة والأكلات التي تقدمها لزوارها : الهريسة والكسكس والسمك.
4- سيدي بوسعيد : واحدة من أجمل القرى في المتوسط (15 ميلا شمال العاصمة) بشوارعها ومنازلها المدهونة بالأبيض والأزرق والمشهد المطل على البحر وجبل بوقرنين ومارينا.
5- صفاقس وقرقنة : في صفاقس (ثاني أكبر المدن التونسية) مدينة عتيقة يمكن زيارتها قبل التحول إلى جزيرة قرقنة للاستمتاع بالطقس المعتدل هناك.
واختتم التقرير بنشر أرقام الهاتف لشركات الطيران (من بينها الخطوط التونسية) ووكالات الأسفار لحجز رحلات نحو تونس وإقامات في نزلها التي تقدم خدمات جيدة بأسعار منخفضة، وتنظم رحلات داخلية نحو مناطق أخرى في تونس مثل القيروان والمنستير والمهدية.
Tweet