باستخدام صحراء الإمارات كحقل تجارب، طورت شركة “ديزرت كونترول” الناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية طينا طبيعيا سائلا مثل الماء تقريبا لتحويل الأراضي القاحلة إلى مساحات خضراء.

وفي موقع متنقل بمدينة العين، أنتجت الشركة تركيبتها من الطين الطبيعي السائل الحاصلة على براءة اختراع وتتكون من الطين المعالج إلى مركب سائل سيُستخدم بعد ذلك في الصحراء.

وبعد 12 عاما من البحث، أثبتت الشركة أن معالجة التربة الغنية بالطين تحسن صحة التربة وإنتاجية المحاصيل من خلال الاحتفاظ بالمياه ومقاومة الجفاف.

وبمجرد أن يصبح المنتج جاهزا، يشق صهريج مملوء بالطين الطبيعي السائل طريقه إلى أحد المواقع المليئة بأشجار الفاكهة التي عالجت الشركة تربتها وكانت ذات يوم رمالا صحراوية.

وقال أورن سوبافول، عالم التربة في الشركة “التربة الرملية خفيفة الوزن ولا تتماسك لكن عندما نضع فيها الطين الطبيعي السائل يمكننا تكوين تركيبة، التركيبة التي تحسن القدرة على الاحتفاظ بالمياه والعناصر الغذائية وتساهم في (تعزيز) القدرة على استخدام قطرات أقل من المياه من إنتاج المحاصيل”.

وذكرت الشركة، التي تتعهد “بجعل الأرض خضراء مرة أخرى” و”إحداث ثورة في الحرب ضد التصحر”، أن معالجة الطين الطبيعي السائل قللت من استهلاك المياه بنسبة 47%.

وقال، جان فيدر، العضو المنتدب للشركة في الشرق الأوسط “حقيقة أن الزراعة والمناظر الطبيعية تستهلك الكثير من المياه الموجودة هنا، فأنت تعلم أن سعر الحصول على مياه جديدة من خلال التحلية مرتفع من حيث التكلفة والبصمة الكربونية، وبالتالي هناك دوافع جيدة لخفض استهلاك المياه يمكن أن تكون محفزا كبيرا، ثم أننا نركز أيضا على جانب الأمن الغذائي، ليس فقط من منظور المياه وإنما من حيث إنتاجية المحاصيل وصحة التربة وتطبيق طرق زراعية أكثر صحة واستدامة”.

وتعاني الإمارات بشكل طبيعي من التربة الجافة والطقس الحار، اللذين يتسببان معا في حدوث عواصف رملية وترابية.

وأدت تأثيرات تغير المناخ إلى جانب النمو السكاني وتنويع الاقتصاد بالسياحة ومجالات أخرى إلى زيادة الطلب على المياه في الإمارات التي اعتمدت على محطات تحلية مياه البحر باهظة التكلفة.