عاد شبح الحرب ليخيم على أجواء الأزمة الروسية الأوكرانية، وبدأت لهجة الخطاب بين مختلف الأطراف تصبح أكثر حدة، مما دفع سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مايكل كاربنتر ، للتحذير من أن “أصوات طبول الحرب تدوي عاليًا”، وذلك عقب جولة مباحثات أجرتها المنظمة مع روسيا في فيينا، هي الحلقة الثالثة في سلسلة محادثات بين الشرق والغرب هذا الأسبوع، بدأت بلقاء وفدي روسيا والولايات المتحدة في جنيف، تلاه اجتماع روسي مع حلف شمال الأطلسي في بروكسل.
وقالت روسيا، من جانبها، إن الحوار مستمر، لكنه وصل إلى طريق مسدودة، في إطار مساعيها لإقناع الغرب بمنع انضمام أوكرانيا لعضوية حلف شمال الأطلسي، ووقف توسع الحلف في أوروبا، وهي مطالب وصفتها الولايات المتحدة بأنها مستحيلة. وعلّق السفير الروسي ألكسندر لوكاشيفيتش على نتائج الاجتماعات، بأن الأمر محبط حقًا، محذرًا مما وصفها ب”عواقب كارثية” إذا لم يتفق الجانبان على ما تعتبرها روسيا خطوطًا حمراء أمنية، لكنه أضاف أن موسكو لم تتخلّ بعد عن الدبلوماسية، بل وستعمل على تسريعها.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في مؤتمر صحافي إن “خطر الغزو العسكري كبير”، مشيرًا إلى أنه لم يجر تحديد مواعيد لأي محادثات أخرى، وأن واشنطن يجب أن تتشاور مع الحلفاء والشركاء أولاً، بشأن وحدة الموقف فيما يتعلق بعقوبات محتملة، لكنها “مستعدة” لكل السيناريوهات، سواءً من جهة مواصلة الحوار أو الرد بحزم في حال تعرض أوكرانيا لهجوم.
وأضاف سوليفان أن “أجهزة الاستخبارات لم تخلص إلى أن الروس اتخذوا قرارًا حاسمًا بالتحرك عسكريًا في أوكرانيا”.
وفي مؤشر على مدى القلق الأوروبي بشأن حشد روسيا حوالي 100 ألف جندي قرب حدودها مع أوكرانيا؛ حذر وزير خارجية بولندا، زبيجنيف راو، أمام المنتدى الأمني الذي يضم 57 دولة من أن “خطر الحرب في المنطقة الآن أكبر منه في أي وقت خلال الأعوام الـ 30 الماضية، خاصةً مع غياب أي انفراج في الاجتماعات الثلاثة التي عُقدت خلال الأسبوع الفائت.
Tweet