تستعد تونس لاستضافة فعالية فريدة من نوعها تحت عنوان “رحلة ترويجية للسياحة التونسية”تجمع بين السياحة والثقافة والإبداع الفني بحضور كل من مدير الفعاليات منتصر ناصفي، وبشير لغوديري مندوب السياحة الإقليمي بالشراكة مع وزارتي الشؤون الثقافية والسياحة .
و تهدف هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على الثروات الثقافية للجنوب من خلال برنامج فني متنوع لتعزيز الثقافة المحلية و لزيادة الوعي بالقضايا الرئيسية، مثل التلوث الذي يؤثر على المنطقة.
كما يهدف أيضا إلى الترويج لنوع مختلف من السياحة، سيكون موجه نحو الأسواق الدولية، بهدف إبراز جنوب تونس في ضوء جديد يكون الهدف منه كسر القوالب النمطية السياحية التقليدية وتسليط الضوء على التراث الثقافي والتاريخي والطبيعي الغني للمنطقة بالاضافة إلى الترويج أيضا للتراث المادي والمعنوي بحسب منتصر نَصْفي.
كما يهدف هذا الحدث إلى الترويج للتراث المادي والمعنوي للجنوب التونسي، وخاصةً تراث قابس ومطماطة، من خلال الجمع بين العروض والمعارض واللقاءات بين الفنانين المحليين والدوليين.
هذا وتُقدم قابس، المعروفة بواحاتها وحرفها التقليدية، ومطماطة، المعروفة بمساكنها البدائية، بيئات فريدة تُبرز عمق تونس وأصالتها وتنوعها.
و سيُقام معرض لتكريم الشخصيات التونسية التي تركت بصماتها على الثقافة الوطنية والتراث الإقليمي، مثل العروسي المطوي مما سيُسلّط الحدث الضوء على شخصيات تاريخية أخرى ساهمت في هوية قابس.
ومن المقرر أيضا تنظيم جولات مصحوبة بمرشدين لتمكين الزوار من اكتشاف المواقع الرمزية في المنطقة، وخاصةً قابس وشنيني، في إطار نهج السياحة التراثية.
و في هذا الاطار شدد مدير الفعالية على الجانب البيئي قائلاً: “يُمثل هذا الحدث نداءً عاجلاً للحد من التلوث الذي يُؤثر سلباً على منطقة قابس لعقود فقد واجهت قابس تلوثاً مزمناً، يرتبط إلى حد كبير بالنشاط الصناعي وغياب سياسات بيئية فعّالة
ورغم اتخاذ الحكومة خطوات لمعالجة هذا الوضع، يرى المنظمون أن المبادرات الثقافية قادرة على تسريع الوعي، ومواصلة الضغط على السلطات، وتشجيع الحلول المستدامة.
من جانبه، أكد بشير لغوديري، المدير الإقليمي للسياحة، أن هذا الحدث يُعالج عدة أولويات: أولاً، تعزيز جاذبية السياحة خلال فترة الركود و خلق تآزر بين الفنانين المحليين والدوليين والجهات المعنية بالثقافةبالاضافة الى تقديم تجارب فنية جديدة للجمهور المحلي والزوار لجعل جنوب تونس، وخاصة قابس، مركزاً فنياً وسياحياً أصيلاً.
كما نريد أن تكون الثقافة أكثر من مجرد خلفية، بل محركاً حقيقياً للتنمية المحلية والسياحية.”
هذا و سيتضمن البرنامج حفلات موسيقية، وعروض أوبرا، وتكريمًا لشخصيات فنية محلية مثل الشاذلي حاجي، وجولات موسيقية في المدن العتيقة، ومعارض حرفية، وإقامات فنية.
وسيشارك في هذا الحدث فنانون تونسيون مرموقون، مثل حسن دوس، بالإضافة إلى ضيوف دوليين، مما سيعزز التبادل الثقافي.
ويأمل المنظمون أن يزيد هذا البرنامج من حضور المنطقة إعلاميًا ويشجع على ديناميكية الإبداع الفني المستدام.
كما سيتم التركيز بشكل خاص على نقل الخبرات المحلية وإشراك الأجيال الشابة و سيتم الجمع بين الحرف اليدوية والمأكولات التقليدية والموسيقى الشعبية وأشكال التعبير المعاصرة لجذب جمهور واسع و سيتم تنفيذ أنشطة التوعية الثقافية لتمكين الشباب والعائلات والسكان المحليين من تبني هذا النهج الفني والسياحي.
من جهة أخرى أكد بشير لغوديري أن “الثقافة قوة جذب فعّالة: فهي تروي قصصًا وتخلق صورًا تلهم السفر”. بعد أن ركزت النسخة الأولى على شمال البلاد، و تتجه هذه النسخة الجديدة جنوبًا لعرض الثقافة والتراث الغني لهذه المناطق التي غالبًا ما يتم إغفالها… إن الثقافة، بعيداً عن كونها أداة ترويجية بسيطة، تُرى هنا كقوة حية، قادرة على خلق الروابط والقيمة، والأهم من ذلك، مستقبل.
Tweet