رفضت بولونيا، بدعم من المجر، التعديلات التي طرحها الاتحاد الأوروبي على قواعد الهجرة، ما أدى إلى عرقلتها لليوم الثاني على التوالي الجمعة خلال قمة التكتل.
وأبرمت دول التكتل اتفاقا مطلع جوان بشأن مراجعة تعطّلت طويلا لقواعد اللجوء التي يتبعها التكتل، لكن بولونيا والمجر أبدتا معارضة شدية لها.
ويهدف الاتفاق لتقاسم استضافة طالبي اللجوء بين بلدان الاتحاد الأوروبي إذ يفرض على الدول التي ترفض استضافتهم دفع أموال لتلك التي تستقبلهم.
هُزمت بولونيا والمجر في التصويت على الخطط، لكن زعيمي البلدين رفضا دعم أي بيان ختامي بشأن الهجرة خلال القمة التي بدأت الخميس.
تطالب بولونيا قادة الاتحاد الأوروبي بإضافة فقرة تنص على وجوب اعتماد “الاجماع” في اتّخاذ أي قرارات بشأن هذا النوع من القضايا الحساسة، بحسب النص الذي اطلعت عليه فرانس برس.
كما تسعى إلى نص يفيد بأن سياسة الهجرة “يجب أن تكون مبنية على الحق السيادي للدول الأعضاء”.
وطالبت الدولتان بأن تتضمن أي استنتاجات بندا ينص على أن تحظى قواعد اللجوء بدعم كل دولة في الاتحاد الأوروبي. ورفض باقي قادة الاتحاد هذا الطلب.
وبعدما فشلوا في التوصل إلى اتفاق في اليوم الأول للقمة التي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى الجمعة، قرر القادة بحث المسألة مجددا في اليوم الثاني والأخير للاجتماع.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دو كرو على أمل تغيّر موقف البلدين بين ليلة وأخرى “نأمل أن يكون الليل قد أتاح لهم التفكير في المسألة على نحو جيد”.
بدوره، أفاد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الصحافيين صباح الجمعة “نحن على علم بانزعاج البولونيين والمجريين. إنه أمر مباح”. لكنه شدد مع ذلك على أن “هذا الاتفاق ما زال قائما”.
وأما بلازس أوربان، المقرّب من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان رغم عدم وجود قرابة عائلية بينهما، فقال على تويتر “تدور معركة هائلة في المجلس الأوروبي بشأن اتفاق الهجرة. تضغط بروكسل من أجل نص داعم للهجرة، بينما يحارب ويقاوم الثنائي البولوني المجري”.
وأشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أن إقناع بولونيا سيكون أصعب من إقناع المجر.
وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته “يمكن للمجر أن تترك الأمر يمر. ما تقوم به استعراضي نوعا ما. لكن فهم البولونيين أصعب”.
يسعى الشعبويون الممسكون بزمام السلطة في بولندا لتنظيم استفتاء وطني على مسألة استقبال اللاجئين.
تستضف بولونيا حاليا أكثر من مليون لاجئ أوكراني فروا من بلادهم بعد الغزو الروسي.
لكن لطالما عارضت وارسو أي إعادة نقل للمهاجرين القادمين عادة من إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، الذين وصلوا إلى اليونان أو إيطاليا.
التزامات أمنية
بعيدا عن الخلاف بشأن الهجرة، أيّد قادة الاتحاد الأوروبي خلال القمة فكرة تقديم “التزامات أمنية” لمساعدة أوكرانيا على حماية نفسها بشكل أفضل مستقبلا.
وجاء في استنتاجات تم التوصل إليها في وقت مبكر الجمعة أن “الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على استعداد للمساهمة، مع الشركاء، في التزامات أمنية مستقبلية لأوكرانيا من شأنها أن تساعدها على الدفاع عن نفسها على المدى الطويل”.
وضغط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي لطالما دعا أوروبا للعب دور أقوى في ما يتعلق بالدفاع من أجل مناقشة تقديم الالتزامات ضمن التكتل.
لكن دولا أخرى في الاتحاد أشارت إلى عدم وضوح ما يمكن للتكتل تقديمه أكثر مما تفعل، علما بأنه يقدّم في الأساس التدريب العسكري والسلاح لأوكرانيا.
يأتي البيان في وقت تتفاوض الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على تعهدات ثنائية لتزويد أوكرانيا بالمعدات والتدريب والدعم قبيل قمة قادة حلف شمال الأطلسي المقرر عقدها في غضون أسبوعين.
تطالب أوكرانيا بأن تبعث قمة الناتو المقبلة في فيلنيوس رسالة واضحة مفادها بأنها ستصبح تحت مظلة الحلف الحامية فور انتهاء الحرب الروسية.
لكن يستبعد بأن يقدّم الناتو تفاصيل ملموسة أكثر بشأن منحها لعضوية تتجاوز تعهّد العام 2008 بأنها ستنضم إلى صفوفه يوما ما.
(أ ف ب)
Tweet