قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء اليوم الإثنين، إن إسرائيل ما زالت تمارس عدوانها على الشعب الفلسطيني وترفض القوانين الدولية.
وأكد الرئيس عباس، خلال كلمة له أمام الأمم المتحدة في الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، إن تنظيم هذا المؤتمر يمثل إقراراً من المنظمة الأممية بالظلم الذي طال الشعب الفلسطيني منذ عام 1948.
وشدد عباس على حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره والحصول على استقلال دولته وعودة اللاجئين، وأن القضية الفلسطينية بدأت تشق طريقها لوعي شعوب العالم، مضيفا: «كلي ثقة وأمل باعتبار 15 مايو/ آيار يوما عالميا لإحياء ذكرى مأساة شعبنا».
وتابع أن إسرائيل تواصل اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وتتنكر للنكبة وتمنع عودة اللاجئين وتحتل وتصادر الأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن «الدول أخذت تكتشف زيف الرواية الإسرائيلية بجهود أبناء شعبنا، ويجري بناء نصب تذكاري وطني يخلد ذكرى النكبة، وأصدرنا قانونا فلسطينيا لإحياء ذكرى النكبة كل عام».
وطالب الرئيس الفلسطيني بتعليق عضوية إسرائيل لعدم تنفيذ تعهداتها أمام الأمم المتحدة، موضحا أن الأمم المتحدة أصدرت 1000 قرار لم تنفذ إسرائيل أيا منها.
وحمل عباس بريطانيا مسؤولية ما حدث قائلا إن «بريطانيا يجب أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، فبريطانيا والولايات المتحدة على وجه التحديد تتحملان مسؤولية سياسية وأخلاقية مباشرة عن نكبة الشعب الفلسطيني، إلا أن بريطانيا عاقبت كل فلسطيني حمل السلاح دفاعاً عن نفسه وأرضه، وإسرائيل ارتكبت أكثر من 50 مذبحة ودمرت أكثر من 530 قرية وشردت 957 ألفا.
وواصل الرئيس الفلسطيني حديثه بالقول: «عشنا في فلسطين آلاف السنين منذ أن عمرها أجدادنا العرب الكنعانيون، وفلسطين كانت من أكثر المناطق تحضراً وتزخر بالتطور الثقافي والعمراني، والفلسطينيون دافعوا عن وطنهم التاريخي رغم قلة الإمكانيات».
وأشار إلى أن «إسرائيل تنتهك حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية وتمنع الحق في حرية العبادة، فملكية حائط البراق والحرم القدسي الشريف تعود حصرا للوقف الإسلامي وحده، ودول كبرى تقف اليوم مكتوفة الأيدي إزاء العدوان المتواصل على شعبنا وترفض مساءلة إسرائيل».
ولفت الرئيس عباس إلى أن الفلسطينيين هبوا للدفاع عن وطنهم التاريخي وعن وجودهم على أرضهم بالرغم من قلة الإمكانات المتواصل، ووطننا التاريخي فلسطين لم يكن يوما أرضا بلا شعب، وعليه نطالب اليوم رسميا بإلزام إسرائيل باحترام قرارات الأمم المتحدة أو تعليق عضويتها.
وقال الرئيس عباس إن «استمرار الاحتلال لأرضنا وفرض الحصار على قطاع غزة هو السبب الحقيقي لاستمرار دوامة العنف، وإذا ما ذهب الاحتلال إلى غير رجعة لن يكون هناك أي مبرر للعنف والحروب، وإسرائيل تردد مزاعم زائفة لتغطي على عدوانها وجرائمها وأن حروبها دفاعية».
وأردف: «الكذبة الأكبر هي ادعاء إسرائيل أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، فلسطين لم تكن صحراء حتى يأتي الصهاينة ويجعلوها تزدهر، فكيف يستوي الاحتلال مع الديمقراطية، إسرائيل هي التي ارتكبت النكبة».
وأوضح الرئيس عباس، أن إسرائيل تقول إنه لا يوجد شريك للسلام وإن الفلسطينيين يضيعون الفرص، فإسرائيل تنكرت وتراجعت عن تفاهمات العقبة وشرم الشيخ قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به، فأهم شرط لتحقيق السلام هو الإقرار بحق شعبنا في تقرير مصيره.
Tweet