وجّه رئيس قسم النساء والتوليد بالمستشفى الجهوي بالقصرين، مسعود قسومي، اليوم الأحد، دعوته إلى المصالح المعنية بوزارة الصحة للقيام بزيارة تفقد في أقرب الآجال لهذا القسم الوحيد بالجهة للوقوف على ظروف العمل الصعبة وغير الممكنة به في ظل اهتراء معظم تجهيزاته ومعداته وافتقاره لأبسط الوسائل البسيطة للعمل اليومي على غرار القفازات وحقن التخدير النصفي والضمادات …
وشدّد على ضرورة اتخاذ سلطة الإشراف الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه النقائص والطلبات التي أكد أنها لم تلبى رغم تكررها مشيرا إلى أن المرضى هم الذين يجلبون هذه الوسائل معتبرا ذلك أقسى شي يمكن تصوره.
وبين قسومي في تصريح ل(وات) أن ظروف العمل بقسم النساء والتوليد أصبحت جدّ قاسية ولا تطاق قائلا في هذا الاطار “أصبحنا نعمل بالتمرميد ” والعذاب فكل ما هو موجود في قسم النساء والتوليد وجل أقسام المستشفى الجهوي بالقصرين متآكل ومهترئ ما جعل كافة الأطباء يفكرون في مغادرته وهو ما سيجعله متصحرا ” وفق قوله وتساءل بالمناسبة عن سبب تجاهل الدولة للقطاع العام رغم أنه هو الأصل والمرجع .
وذكر الدكتور، أن ولاية القصرين ولاية ذات خصوصية كبرى فهي ولاية حدودية ومصنفة منطقة حمراء لتداعيات أمنية لها علاقة بالإرهاب، وهي من أفقر الولايات في الجمهورية ومترامية الأطراف، بنيتها التحتية مهترئة.
وأردف أن هذه الجهة التي تعد حوالي 500 الف ساكن وبها مستشفى جهوي “يتيم” وقسم واحد للنساء والتوليد يستقبل سنويا 8600 امرأة، ويؤمن 20 ألف عيادة استعجالية، وحوالي 10 ألاف عيادة خارجية، كما يجري سنويا ما بين 6 آلاف و7 آلاف ولادة منها 2700 ولادة قيصرية، و20 ألف صورة بالصدى إلى جانب الخدمات الجراحية الأخرى للأورام الحميدة والخبيثة وترهلات الرحم ..
ويؤمن الخدمات العلاجية بقسم النساء والتوليد بالمستشفى الجهوي، حاليا 3 أطباء قاريين و11 طبيبا متربصا، مثمنا بالمناسبة تجربة الأطباء الشبان المتربصين الذين يقومون حسب قوله، بأعمق من تجربة تكوينية إلى تجربة الانفتاح على المناطق الداخلية مبينا أن الأطباء عندما يأتون للمستشفى الجهوي بالقصرين للتربص يأتون وكلهم خوف ورهبة من الجهة المصنفة حمراء وعندما يخضون التجربة يكتشفون العكس.
وبخصوص حملات التقصي المبكر عن سرطان الثدي، أوضح رئيس قسم النساء والتوليد بالمستشفى الجهوي بالقصرين، أن هذه العملية تقتصى على الحملات المناسباتية لأن الفريق الطبي غير كاف لتأمين حملات التقصي في الأرياف رغم المجهودات المبذولة من قبل الأطباء المقيمين حيث يتم من فترة إلى أخرى تكليف طبيب منهم للتحول إلى المعتمديات للقيام بحملات تقص وتأمين خدمة القرب، مبينا في هذا الإطار أنه يتم سنويا تسجيل ما بين 100 و 150 إصابة بمرض سرطان الثدي بالجهة وعادة ما تكون في مراحل متقدمة من المرض.
وذكر أنه تم مؤخرا الإتفاق مع رئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى فرحات حشاد بسوسة الدكتور هادي خيري، على تكوين أطباء القسم للتكفل بمتابعة ومعالجة مرضى سرطان الثدي بالمستشفى الجهوي بالقصرين، مشددا على ضرورة توفير الظروف الملائمة لانجاح هذه التجربة.
Tweet