في ليلة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، أضاءت الشموع والفوانيس محيط الجامع الكبير ببلاد الحضر في مدينة توزر، معلنة عن ارث ديني وثقافي تختزله المنطقة باعتبارها أقدم منطقة حضرية في مدينة توزر وأرض الشعراء والعلماء، وهو ارث تتوارثه الأجيال تباعا ومن أبرز فقراته اضاءة الشموع وترديد أنشودة البردة في أنحاء الحي.
وعن هذه التظاهرة التي تنظمها جمعية الحضر للتنمية والثقافة، أشار مدير التظاهرة حسان الغريغري الى أنها تحاكي ما كان يعيشه الاسلاف من احتفالية بمولد النبي الكريم من حفظ للقرآن الكريم وترديد الأناشيد والمدائح والاذكار واعداد المأكولات التقليدية وخاصة أكلة “العصيدة” وتقديمها لزوار الجامع الكبير لا سيما من الأطفال والنساء.
وقد سعت هذه التظاهرة في نسختها الثالثة، وفق نفس المصدر، الى اعداد فقرات متنوعة امتدت من يوم الأربعاء 5 أكتوبر الى صبيحة اليوم السبت من خلال كرنفال بالفرق الصوفية جاب شوارع المنطقة، ثم تلته سهرات صوفية توزعت بين ساحة الجامع الكبير وساحة الحي، شارك في تأثيثها تباعا عرض التخميرة ثم عرض قادرية توزر وعرض لعيساوية توزر.
وتم ليلة الاحتفال بالمولد النبوي الكريم تقديم عرض ضوئي ثلاثي واضاءة ما يقارب ثلاثة آلاف شمعة في ساحة الجامع وخرجة المولد المتمثلة في ترديد أنشودة البردة على ضوء الفوانيس في الشوارع، لتختتم صباحا بقراءة المولد وتقديم المأكولات لزوار التظاهرة.
وقد استقطبت هذه التظاهرة عددا هاما من الزوار من مدينة توزر والمدن المجاورة وخاصة نفطة ودقاش وحامة الجريد، حيث مثلت مناسبة، بحسب سكان حي بلاد الحضر، للتعريف بالموروث الديني والثقافي للمنطقة وتميزها في ذلك خاصة وأنها عرفت منذ أزمنة قديمة بكونها بلدة العلماء والشعراء والفقهاء أمثال المهندس ابن الشباط والفقيه والشاعر أبو الفضل النحوي صاحب قصيدة المنفرجة وعلماء آخرون أمثال أبو عبد الله الشقراطسي.
يشار الى أن احتفالات المولد النبوي الشريف شملت كذلك مدن نفطة ودقاش من خلال سهرات صوفية فيما احتضنت الزاوية القادرية بمدينة توزر الموكب الرسمي المتمثل في محاضرة دينية حول سيرة الرسول وتقديم جوائز المسابقة الجهوية في حفظ الحديث النبوي الى جانب استقبال الزاوية لزوار من مدن وولايات مجاورة لترتيل القرآن والحديث النبوي وترديد مدائح وأذكار وهي عادة تختص بها الزاوية القادرية في مدينة توزر
Tweet