عرف نسق هجرة التونسيين نحو “فضاء شينغن” بطريقة غير نظامية، عبر البرّ، تناميا ملحوظا، خلال السنة المنقضية، وبلغ 3670 شخصا عدد العابرين للحدود في اتجاه الفضاء المذكور بطريقة غير نظامية، خلال الفترة الممتدة بين جويلية 2021 وجويلية 2022، حسب ما أفاد به الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمكلف بالهجرة، رمضان بن عمر.
وأكّد، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، اليوم الجمعة، أن عدد المهاجرين غير نظاميين نحو فضاء شينغن مؤهل للارتفاع في ظل التقليص من التأشيرات القانونية والحد من الهجرة النظامية.
وقد بلغ عدد المهاجرين غير النظاميين عبر الطرق البرية 2960 مهاجرا خلال الفترة من جانفي 2022 إلى جوان 2022.
وأوضح بن عمر أن الهجرة غير النظامية إلى فضاء شينغن ( يضم المنطقة الحرة غير الخاضعة للمراقبة الحدودية في الظروف العادية، وتشمل 26 دولة أوروبية منها 22 أعضاء في الاتحاد الأوروبي)، عبر الطرق البرية تتم في مرحلة أولى عبر الجو نحو تركيا ثم إلى صربيا وعبرها نحو فضاء شينغن بمساعدة شبكات متعددة الجنسيات.
وأشار إلى أن شبكات التسفير يتم الترويج لها عبر صفحات التواصل الاجتماعي وهي توثق لشهادات مهاجرين أتموا رحلة الوصول الى أحد البلدان الأوروبية رغم حالات التحيّل، مبرزا قيام العديد من المهاجرين بترك جوازات سفرهم لدى الشبكات بغية عدم التعرف على هوياتهم بعد عبورهم الحدود.
ولفت إلى أن عدد المهاجرين التونسيين غير النظاميين عبر البر إلى فضاء شينغن عرف ذروته إبان الثورة في سنة 2011 اذ بلغ 816 مهاجرا وتراجع في السّنة الموالية إلى 434 مهاجرا غير نظامي لتسجل سنتني 2019 و 2020 على التوالي عبور 100 و 197 مهاجرا عبروا حدود فضاء شينغن عبر الطرق البرية بطريقة غير نظامية.
وتنم هذه الأرقام حسب الناطق الرسمي باسم المنتدى، عن رغبة شديدة لدى أغلب التونسيين على الهجرة مهما كانت التضحيات المادية وأضحى المشروع الهجري هاجسا يبحث فيه المهاجر عن الطرق الآمن لاجتيازه بغية الوصول إلى هدفه المنشود بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والحد من الهجرة النظامية وحرية التنقل.
وفي ما يتعلق بالهجرة غير نظامية عبر البحر نحو السواحل الايطالية، قال إن “اللافت خلال السنة الجارية هو كثرة ايقافات المجتازين قبل وصولهم إلى السّواحل الايطالية وقد بلغ عددهم10627خلال الفترة من جانفي 2021 الى جويلية 2021 وارتفع العدد إلى 12562 خلال نفس الفترة من سنة 2022.”
ووصل إلى السواحل الايطالية 7527 مهاجرا تونسيا خلال الفترة من جانفي 2022 إلى جويلية من نفس السنة منهم 1246 قاصرا و300 عائلة وعرفت هذه الفترة زيادة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2012 بلغت 12 بالمائة.