كشفت الأمم المتحدة السبت أن حروب العصابات في الأحياء الفقيرة لبور أو برنس عاصمة هايتي أدت الى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 234 شخصا .
وشهد حي “سيتي سولاي” العشوائي اشتباكات بين عصابتين متناحرتين عجزت شرطة العاصمة التي تفتقر إلى التجهيزات عن وقفه، ما تسبب بمحاصرة السكان الذين لم يتمكنوا من الخروج من منازلهم حتى للحصول على الطعام.
وأودى الرصاص الطائش بكثيرين في الحي المكتظ الذي يعيش أبناؤه في منازل من الصفيح لم تكن كافية لحمايتهم، كما لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين.
وقال جيريمي لورانس المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن “معظم الضحايا لم يكونوا متورطين بشكل مباشر مع العصابات وتلقينا أيضا تقارير جديدة عن حصول عنف جنسي”.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت الشبكة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، وهي منظمة هايتية، أن عدد ضحايا عنف العصابات بلغ 89 قتيلا و74 جريحا إضافة الى 16 اعتبروا في عداد المفقودين.
وخلال الأشهر الستة، قدّر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سقوط 934 قتيلا وإصابة 684 آخرين وتعرض 680 للخطف.
وأضاف لورانس “نشعر بقلق عميق حيال تفاقم العنف في بور أو برنس وتزايد انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها العصابات المسلحة ضد السكان المحليين”. وحض السلطات على “ضمان حماية جميع الحقوق ووضعها على رأس أولوياتها”.
وتزامنت أعمال العنف وإراقة الدماء في هايتي مع ارتفاع الأسعار والنقص في الوقود، الأمر الذي عجّل في تدهور الوضع الأمني.
وتقول وكالات الإغاثة إنه من المستحيل الوصول إلى العديد من المناطق بسبب الظروف الخطيرة.
وقال موموزا موهيندو رئيس البعثة المحلية لمنظمة أطباء بلا حدود لوكالة فرانس برس إن منظمته أجرت عمليات جراحية بمعدل 15 مريضا يوميا خلال تصاعد العنف، مضيفا “كانت ساحة معركة حقيقية، من المستحيل تقدير عدد القتلى”.
ويضم حي “سيتي سولاي” مصفاة نفط تزود العاصمة وكامل شمال هايتي بالوقود، لذلك كان للاشتباكات تأثير مدمر على اقتصاد المنطقة وحياة الناس اليومية.
وقال جان مارتن باور مدير برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء “نشهد زيادة كبيرة في معدلات الجوع في العاصمة وفي جنوب البلاد، حيث كانت بور أو برنس الأشد تضررا”.
ومساء الخميس أعلنت الجمارك الهايتية مصادرة أسلحة فردية وذخائر وخمسين ألف دولار أمريكي مزيفة في إحدى الحاويات.
وفي اليوم التالي، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا أعدته الولايات المتحدة والمكسيك يدعو الدول الأعضاء إلى منع نقل أسلحة خفيفة إلى العصابات المنتشرة في هايتي، لكن من دون الذهاب إلى حد فرض حظر شامل كما طالبت الصين.
وفي السنوات الأخيرة أصبحت الصين لاعبا مهما في هايتي، ويعود ذلك وفق دبلوماسيين غربيين الى رغبة صينية في الانتقام بعد اعتراف بور أو برنس بتايوان.
لكن بكين من جانبها تنفي أي صلة بين القضيتين.
Tweet