سعيّد والمنفّي يؤكدان تطابق وجهات النظر والتوافق بخصوص ما يهم البلدين والشعبين في تونس وليبيا وحول مجمل القضايا الإقليمية والدولية
أكّد رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، “تطابق وجهات النظر بينه وبين رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفّي، بخصوص سير علاقات التعاون والتكامل التي تجمع البلدين وآفاق دعمها وتطويرها وتذليل الصعوبات، والتوافق حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية”.
وأفاد سعيّد في تصريح صحفي مشترك مع المنفّي، اليوم السبت بقصر قرطاج عقب محادثات جمعتهما على انفراد، بأن اللقاء تطرق إلى عديد الملفات الثنائية وعدد من المشاريع التي تتكامل فيها الرؤى وتساهم فيها مختلف القطاعات برؤية جديدة ومختلفة.
وقال في هذا السياق، “تطرقنا إلى العديد من الملفات الثنائية، ليس بمقاربة تقليدية مألوفة عرفت العديد من التعثرات والكبوات، بل بروح وطنية عالية تحفظ حقوق شعبينا ومستقبل البلدين وتقوم على التكامل في كافة المجالات”، مبينا أن عمل اللجنة العليا المشتركة التونسية الليبية سيقوم على هذه المبادئ والتصورات والآمال، بعد الآلام الكبيرة التي عرفتها ليبيا ومنطقتنا كلها”.
وأضاف قوله: “لقد خسرنا الكثير في العقود الماضية ولم يعد هناك وقت لخسارة أكبر أو لتناقضات مفتعلة، وسنواصل العمل انطلاقا من هذا النهج ومن هذا التصور لتحقيق آمالنا وآمال شعبنا وأهلنا في تونس وفي لبيبا وفي كافة البلاد العربية، فلقد آن الأوان لنقرأ التاريخ ولنستشرف تاريخا جديدا ونحن على ذلك متفقون”.
ولاحظ رئيس الدولة أن “الحديث عن الأوضاع في ليبيا والجزائر وتونس ومصر ودول المغرب العربي ودول أخرى، يستدعي تصورات وفكرا جديدا مختلفا عن التصورات القديمة وعن الفكر الذي كان سائدا، لتمهيد الطريق لمن سيكون فاعلا في كل الميادين (الصحة والنقل والتعليم…)، وذلك بوضع المبادئ الكبرى لينفذها التقنيون والمختصون في إطار ما تم الإتفاق بشأنه.
كما أشار إلى أن هذه الزيارة ستعقبها زيارات أخرى، وسيتولى الفنيون في اللجان المشتركة، في إطار التصور ذاته، حاملين لنفس الآمال، “العمل على تحقيق أهدافنا الواحدة في مستقبل جديد ومشرق وسنعمل على التكامل في كافة المجالات”. كما تم التطرق، حسب سعيّد، إلى كيفية تنقل الطلبة بين تونس وليبيا للقيام بأعمال مشتركة في المجال الطبي وفي سائر القطاعات الأخرى.
ولاحظ أن اللقاء كان فرصة جدّد خلالها الضيف الليبي، وقوف الشعب التونسي إلى جانب أشقائه في ليبيا في إعادة بناء مؤسساتهم وفي تأمين هذه المرحلة الانتقالية، حتى يعبّر الليبيون وحدهم عن إرادتهم ويختاروا من يريد دون وصاية من أي كان، مؤكدا :”نحن نقف معهم ولكن لن نحل محلهم”.
من جهته أفاد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، بأنه تمت مناقشة عدة أمور مشتركة تخص البلدين في هذه المرحلة التي تشهد أزمات، سواء في ليبيا أو في تونس، واتسعت المشاورات لتشمل كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن استعراض وجهات النظر حول عدة قضايا محلية ودولية.
وأكد بدوره أن العلاقات بين تونس وليبيا “تاريخية ومستمرة أيضا” وستبقى دائما إيجابية ويكون فيها توافق وتطابق في المواقف وفي وجهات النظر، مذكّرا بوقوف تونس الدائم، حكومة وشعبا، مع الشعب الليبي في أزماته.
وأضاف أن اللقاء تناول بالخصوص، التعاون الأمني في هذه المرحلة شديدة الخطورة في المنطقة وما تتطلبه من استقرار أمني، موضحا أن البعد الأمني هو أهم الأبعاد التي يجب التركيز عليها، “باعتبار أن أمن ليبيا من أمن تونس وأمن تونس من أمن ليبيا”.
كما تمّ التطرق، وفق محمد المنفّي، إلى مجالات التعاون الثنائي، منها الاقتصادي وما يخص مجال العمل وكيفية وجود اليد العاملة التونسية في ليبيا والعكس بالعكس، وأيضا الإستثمارات بين البلدين وكيفية دعمها.
وتابع رئيس المجلس الرئاسي الليبي أنه تم أيضا تناول التعاون الثقافي والعلمي والأكاديمي، وأوضاع المواطنين في البلدين وكيفية معالجة المشاكل التي تواجههم أثناء إقامتهم، وتسهيل التواصل والنقل بين ليبيا وتونس وكيفية تذليل الصعوبات عن طريق اللجان المشتركة والتي ستحال إلى الجهات التنفيذية والوزارية.
وجدّد المنفّي التأكيد على أن ما يجمع البلدين، “تاريخ وإرث ومصير مشترك”، وأن الأخوة وحسن الجوار هما ما يميز هذه العلاقة ويجعل نهوض أحد البلدين مرتبط بالثاني، مشددا على أن “الوقوف جنبا إلى جنب، يمكننا من مواجهة التحديات القائمة والتغلب عليها”.
وكان رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، أجرى اليوم السبت بقصر قرطاج، محادثات على انفراد مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفّي، سبقتها جلسة محادثات موسّعة بحضور وفدي البلدين.
وتم بالمناسبة، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية، التأكيد على عمق الروابط التاريخية الراسخة بين البلدين وعلى الارادة الثابتة على مزيد تطوير علاقات التعاون والتبادل المتميزة وآفاق دعمها وتنويعها وفق تصورات مبتكرة وفكر جديد، وتذليل الصعوبات التي تعترضها بما يلبّي التطلعات المشروعة والآمال الكبيرة للشعبين الشقيقين نحو مزيد من التكامل ويعزز قيم التآزر والتآخي القائمة بينهما، إضافة إلى تبادل الرأي والتشاور والتنسيق حول المسائل ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تفعيل آليات العمل المغاربي المشترك.
كما تم التأكيد على ضرورة تكثيف نسق تبادل الزيارات وتفعيل مختلف أطر التعاون والتسريع بانعقاد الاستحقاقات الثنائية وتعزيز التنسيق الثنائي خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.
وقد استقبل رئيس الدولة، صباح السبت، بالجناح الرئاسي بمطار تونس قرطاج، ضيفه الليبي الذي يؤدي زيارة رسمية إلى تونس تمتد إلى يوم 31 ماي 2021.
Tweet