بيّنت نتائج التشخيص الأولي، الذي تم إجراؤه سنة 2021، في اطار التمشي الوطني لمكافحة النفايات البلاستيكية تدفق 9.5 كلغ يوميا من البلاستيك في كل 1 كلم من السواحل في تونس.
وأكدت مديرة جودة الحياة بوزارة البيئة، عواطف العربي المسعي، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، الخميس، أنّ التشخيص أظهر أيضا، أن شواطئ المنستير ونابل المهدية وصفاقس ومدنين هي الأكثر تلوثا بالنفايات البلاستيكية.
وافادت المسعي، خلال ندوة صحفية عقدتها وزارة البيئة، في اطار تظاهرة “سنة النظافة 2023″، أن الوزارة تعمل حاليا بمعية 11 خبيرا من البنك الدولي على إعداد استراتيجية لساحل دون بلاستيك. كما تقوم الوزارة بإعداد دراسة أخرى بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي للحد من التلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية.
وقالت المسعي، ان الوقت حان الوقت لتطبيق الأمر الحكومي عدد 32 لسنة 2020 لمنع الأكياس البلاستيكية ذات الاستعمال الوحيد، “الذي لم نتمكن من تطبيقه في سنة 2020 بسبب جائحة كوفيد – 19، ليقتصر الامرة منذ 1 سبتمبر 2022، على العمل على تقليص إنتاج الأكياس البلاستيكية ذات الاستعمال الوحيد” وفق قولها.
وأكدت المتحدثة في السياق ذاته، أن الوزارة لاحظت خلال تظاهرة “شهر النظافة” التي نظمت في سنة 2022، وجود كميات كبيرة من النفايات الخفيفة المتناثرة من البلاستيك في جميع الأماكن.
ويمنع الامر الحكومي انتاج وتوريد وتوزيع ومسك بالسّوق الداخلية، 6 أنواع من الاكياس البلاستيكية تتمثل في الأكياس البلاستيكية ذات الاستعمال الوحيد، التي يقل سمكها عن 40 ميكرون أو سعتها عن 30 لتر، وأكياس اللف الأولي، التي يفوق سمكها 15 ميكرون.
ويحجّر تداول الأكياس البلاستيكية القابلة للتفكك عن طريق الأكسدة أو التجزئة الفيزيوكيميائية والأكياس البلاستيكية التي تحتوي ضمن تركيبتها الكيميائية على مجموع تركيز من المعادن الثقيلة يفوق 100 جزء في المليون من الكتلة.
وينص الامر على منع تداول الأكياس البلاستيكية المعدة للاتصال بالمواد الغذائية التي لا تستجيب لمقتضيات الأمر عدد 1718 لسنة 2003 والأكياس البلاستيكية التي لا تحمل الوسم الواجب وضعه من قبل منتجيها ومورديها بصفة واضحة ودائمة.
يذكر ان المجمّع المهني لمصنّعي البلاستيك، المنضوي تحت لواء كنفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية، “كوناكت”، كان وجه دعوة للحكومة من اجل تعليق العمل بالأمر الحكومي المذكور الى حدود 31 ديسمبر 2023 نظرا للصعوبات التي تواجه المصنعين.
وأشار المكلف بالإعلام والاتصال بوزارة البيئة، مهدي عبد اللي، من جانبه إلى أن تظاهرة سنة النظافة 2023″ التي بدأت منذ 1 جانفي 2023، تهدف إلى ترسيخ الوعي البيئي لدى المواطن.
وابرز أن هذه المبادرة تأتي تجسيما لتوصيات تظاهرة شهر النظافة وتثمينا للنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها، لافتا الى انه يمكن للمواطنين والمؤسسات العمومية والخاصة والمجتمع المدني المشاركة في هذه المبادرة وتسجيل تدخلهم وتوثيقه عبر نشر صورة قبل وبعد التدخل للمكان الذي تم تنظيفه عبر منصة سنة النظافة “كلين آب يار”.
يذكر أن مبادرة التحسيس المواطني “شهر النظافة”، التي انتظمت من 14 اوت الى 4 سبتمبر 2022، مكنت من جمع 1185 كلغ من النفايات الخفيفة بعد القيام بزهاء 278 تدخل في مختلف جهات البلاد.
ومكنت مبادرة “شهر النظافة” من جمع النفايات الخفيفة على غرار البلاستيك والورق والورق المقوى “كرتون” والبلور والاليمينيوم، والتي عادة ما تكون خارج المسالك الرسمية، ولا سيما تلك التي تعلق عادة بالاشجار والشجيرات والنباتات على طول الطرقات السيارة وفي المدن.
وتشير دراسة اعدت سنة 2018 في اطار تقنين تداول أكياس البلاسيتك، الى انه يتم سنويا تحويل 30 الف طن من البلاستيك لإنتاج أكياس بلاستيكية ضمن سوق يباع فيه زهاء 5ر4 مليار كيس مصنع من البلاستيك من بينها 3 مليار كيس مصنعة محليا و2ر1 مليار كيس مورد.