أشرفت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي مساء يوم السبت 15 افريل 2023 بمركز الفنون والثقافة والآداب “القصر السعيد” على حفل تسليم شهادة إدراج عنصر “الهريسة” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لليونسكو في ديسمبر 2022 بالرباط، وذلك بحضور وزير التربية محمد علي البوغديري ومدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالدول المغاربية “إيريك فالت” وسفراء كل من الاتحاد الأوروبي “ماركوس كورنارو” وإيطاليا “فابريزيو ساجيو” وألمانيا “بيتر بروغل” وهولندا “جوزفين باربرا فرانتازن”، وممثل وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج خالد السهيلي وممثل مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو مراد المحمودي إلى جانب أعضاء من الفريق العلمي لملف الهريسة، وإطارات الوزارة.
وقد تم خلال هذا اللقاء تسليط الضوء على “الهريسة” بوصفها ذاكرة حيّة وعنصرا تراثيا يجسّد جملة من المعارف والمهارات التقليدية والعادات المطبخية والغذائية وما تعكسه من قيم ذوقية ورمزيّة، فضلا عمّا تبرزه من تنوّع وإبداع يتجلّيان في ثراء الأساليب التقنية لإعدادها واستخداماتها حسب التقاليد المحلية والجهوية، وما تشهده من تجديد مستمرّ يرسّخ دورها في المجتمع.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، شدّدت حياة قطاط القرمازي على دور التراث الثقافي غير المادي في كسب رهانات التعريف بالحضارات وترسيخ القيم والممارسات التي تعكس قدرة الإنسان على الابتكار والإبداع، مشيرة إلى جهود الوزارة بمختلف مصالحها المختصة في فعل تثمين العناصر التراثية الهامة، والمساهمة في التعريف بمختلف هذه العناصر والمهارات خارج حدودها الجغرافية المحلية، والسعي الجاد للمصادقة على اتفاقية اليونسكو لصون التراث غير المادي المعتمدة في أكتوبر 2003، والتي صادقت عليها بلادنا في جويلية 2006.
وفي سياق متصل، ثمّنت الوزيرة جهود اليونسكو المتواصلة، والدّاعمة لكفاءاتها وخبراتها عبر تنظيم ورشات التكوين المختصّة، فضلا عن إسهامات المجتمع المدني وكل المعنيين في مجال التراث.
من جهته، أعرب مدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالدول المغاربية “إيريك فالت” عن تقديره العميق للجهود التونسية في تثمين التراث غير المادي ومشاركة الجهود الدولية في التعريف به والمحافظة عليه ، كونه يمثل الهوية ويبرز الثراء الحضاري للشعوب، معتبرا التسليم الرسمي لشهادة تسجيل “الهريسة” بالقائمة التمثيلية لليونسكو تتويجا لهذه الجهود الكبيرة، ودفعا لمواصلة العمل وتسجيل عناصر أخرى هامة ايضا في مجال التراث غير المادي لتونس.
وقد تم خلال هذا الحفل عرض تجربة 20 عامًا من تنفيذ اتفاقية اليونسكو لعام 2003 بشأن صون التراث الثقافي، إلى جانب التعريف بتجربة تونس في مجال صون التراث الثقافي غير المادي، قبل أن يختتم اللقاء بتقديم شهادة تسجيل عنصر “الهريسة” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي من قبل ممثلي منظمة اليونسكو.
وللتذكير، فقد سجّلت تونس ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية العناصر التالية:
-2018 المعارف والمهارات المرتبطة بفخار نساء سجنان: ملف وطني
-2019 النخلة: المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات: ملف عربي مشترك
-2020 صيد الشرفية بجزر قرقنة: ملف وطني.
-2020 الكسكسي: المعارف والمهارات والممارسات المرتبطة بإنتاجه واستهلاكه: ملف مغاربي مشترك مع الجزائر والمغرب وموريتانيا.
-2021 فنون الخطّ العربيّ، المهارات والمعارف والمُمارسات: ملف عربي مشترك