مع انطلاق عملية تحضير الأراضي الفلاحية استعدادا لموسم الزراعات الكبرى، تتجدد إشكاليات عدة ترافق بداية كل موسم فلاحي ومنها بالخصوص عدم توفر الأسمدة التي يحتاجها الفلاح قبل انطلاق عملية البذر، بالإضافة إلى تأخر نزول الأمطار ونقص أنواع من البذورّ.
وقال حسن حمام فلاح بمعتمدية الميدة وعضو الاتحاد الجهوي للفلاحة بنابل، اليوم السبت، في تصريح “لوات”، إن الموسم يسير بخطى متعثرة وذلك بسبب تأخر نزول الامطار، بالإضافة إلى نقص البذور وعدم توفر الأسمدة، معربا عن تخوف الفلاحين من تنامي ظاهرتي الاحتكار والسوق السوداء.
وأشار في هذا السياق، إلى عزوف بعض الفلاحين على الإقبال على الزراعات الكبرى وهو ما سيتسبب في تراجع المساحات المزروعة بالجهة بحوالي 5 آلاف هكتار من مجموع المساحات المبرمجة والتي تقدر ب45 ألف هكتار من القمح والشعير والتريتيكال والتي ترتكز بالخصوص بمعتمديات منزل تميم ومنزل بوزلفة والميدة وتحدث حمام، عن غياب الدعم المادي للقطاع الفلاحي من قبل الدولة والهياكل الفلاحية رغم دوره الاستراتيجي والهام، وخاصة قطاع الزراعات الكبرى الذي يستوجب توفير كافة المستلزمات الضرورية للإنتاج بهدف إنجاح الموسم.
ومن جهته، أكد رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بمنزل تميم ومساعد رئيس الاتحاد الوطني للفلاحة، أنيس الخرباش، عدم توفر بعض الأسمدة ومنها بالخصوص مادة “السوبر 45″ التي تحتاجها التربة قبل عملية البذر ومادة ثاني فسفاط الأمونيوم “دي آبي” التي تعد أساسية وتأثر بصفة مباشرة على مردودية مختلف الزراعات ومنها بالخصوص الزارعات الكبرى.
ودعا إلى ضرورة توفير هذه الأسمدة الضرورية لإنجاح الموسم وضمان ربح الفلاح وحمايته من الخسائر المادية الفادحة بسبب التجائه الى السوق السوداء لشراء هذه المواد المتوفرة بأسعار مضاعفة وأشار الخرباش إلى تسجيل نقص في بعض أنواع بذور الشعير والقمح وعدم توفرها بالكميات الكافية وهو ما يهدد موسم الزراعات الكبرى بمختلف الجهات ومنها ولاية نابل التي تساهم ب10 بالمائة من الإنتاج الوطني من الحبوب.
وبين أنه من المنتظر ان تسجل المساحات المخصصة للزراعات الكبرى خلال الموسم القادم تراجعا بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمائة من مجموع المساحات المبرمجة على المستوى الوطني والتي تقدر ب1 مليون و200 ألف هكتار بسبب عوامل متعددة منها بالخصوص تأخر نزول الامطار ونقص البذور والأسمدة.
وذكر ان الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، دعا منذ شهر جوان الفارط إلى العمل على حسن الاستعداد موسم الزراعات الكبرى في غضون ارتفاع الأسعار والحرب الأكرانية الروسية ونقص في توريد البذور، إلا ان وزارة الفلاحة لم تستجب لهذا المطلب وتراخت في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإنجاح الموسم الزراعي، وفق قوله.