نظر المجلس الجهوي للمياه بولاية مدنين، الذي عقد دورته الأولى مساء امس الاثنين، في مخططات الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لتعزيز الموارد المائية ومجابهة الطلب على المياه استعدادا لصائفة 2023 وخاصة امام نقص الموارد المائية بمنطقة الجنوب، بسبب تراجع مستوى الموائد المائية وتواتر فترات الجفاف مقابل تزايد حجم الاستهلاك، ما جعل نسبة العجز تصل الى 20 بالمائة بمدنين المدينة و8 بالمائة بجربة، وفق ما تم التطرق له خلال الجلسة.

ويتوقع ان يصل العجز الهيكلي بالمنظومة المائية بولاية مدنين خلال سنة 2023 الى 329 لترا في الثانية، وهو ما دعا الى وضع برامج استثنائية من قبل الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، بكلفة جملية فاقت 780 مليون دينار، توزعت بين حفر وكهربة 14 بئرا عميقة وتجهيزها وربطها وتعزيز شبكات الجلب والتوزيع وتحسينها، الى جانب برامج اخرى ومشاريع استراتيجية.

وضبطت الشركة مخططا لمجابهة الطلب على المياه خلال الصائفة المقبلة، ارتكز اساسا على تعزيز الموارد المائية بجرجيس وبن قردان وبني خداش باقتناء ووضع قنوات وحفر وكهربة ابار وتحسين التزود بمدنين الجنوبية والشمالية بتدعيم قنوات التوزيع.

والى جانب هذه الحلول والإجراءات القصيرة المدى، تعمل الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه على تنفيذ مشاريع استراتيجية تستهدف تعزيز الموارد المائية وشبكات الجلب والتوزيع، وذلك من خلال توسعة محطة تحلية مياه البحر بجربة من 50 الف متر مكعب في اليوم الى 75 الف متر مكعب في اليوم (في صدد البحث عن تمويل)، بالإضافة الى انجاز محطة لتحلية مياه البحر بجرجيس (في طور الدراسة الاولية)، وانجاز محطة تحلية المياه الجوفية ببن قردان (بصدد نشر طلب العروض) وايضا الى انجاز مشاريع تعزيز وتجديد شبكات الجلب وانجاز مخططات مديرية بكل من مدنين وجرجيس.

اما مخطط عمل وزارة الفلاحة لتامين التزود بالماء الصالح للشراب بولاية مدنين خلال هذه الصائفة، فيشمل حفر وتجهيز عدد من الابار وتدعيم الشبكات وتركيز محطات ضخ وتحسين تزويد المناطق العليا، وينتظر ان تساهم محطة التحلية بالزارات من ولاية قابس في توفير 200 لتر في الثانية لمدينة مدنين وذلك بعد دخولها حيز الاستغلال هذه السنة .

ودعا والي مدنين خلال هذه الجلسة مختلف المتدخلين، الى العمل على مجابهة ندرة المياه وتحسين الربط بالشبكة وحث الوحدات السياحية على مراقبة شبكاتها الداخلية وخزاناتها الاحتياطية، خاصة وان الموسم السياحي سيكون مهما هذه الصائفة بجزيرة جربة، وحث على تكاتف الجهود للاسراع في تنفيذ مختلف البرامج والمخططات التي تم ضبطها لهذه الصائفة وتذليل كل الصعوبات المطروحة لضمان انتهائها في الاجال وخاصة على مستوى حفر الابار وتجهيزها وربطها.