قال وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي، اليوم الثلاثاء، ان احداث المركز الوطني للتعلم مدى الحياة، عوض المركز الوطني لتعليم الكبار، سيمكن من تقديم الحلول الضرورية لتجاوز معضلة الامية التي تمس مليوني تونسي وتونسية.
وأكد الزاهي ل(وات) خلال زيارة ميدانية أداها إلى المركز النموذجي لتعليم الكبار بالدندان بولاية منوبة، مضي وزارته في هيكلة جميع مراكز تعليم الكبار الى مراكز للتعلم مدى الحياة بمختلف المعتمديات، من أجل تقريب خدماتها التي لم تعد تقتصر على تعلم الكتابة والقراءة، بل تتضمن التكوين في عدد من الحرف والاعلامية واللغات.
من جهته أوضح مدير عام المركز الوطني لتعليم الكبار علي الفالحي ل(وات) ان هذا المراكز التي باتت توفر خدمة التعلم من أجل التكوين والتكوين من اجل التعلم في اطار مايعرف ب”بيداغوجيا المشروع”، باتت تستقطب المنقطعين مبكرا عن التعليم الذين يمثلون 70 بالمائة من اجمالي المقبلين على خدمات هذه المراكز.
واشار الى انه أمام الحجم القياسي للانقطاع المبكر عن التعليم خلال سنة 2022، الذي بلغ الى حدود جوان المنقضي 117 الف منقطع مقارنة ب 2020 التي سجلت 70 الف منقطع، فان وزارة الشؤون الاجتماعية، سعت الى استقطاب هذه الفئة، ضمن مشروع ادماجهم بالتعليم والتكوين مع توفير شغل لائق لهم سواء في تونس او في الخارج.
وقال الفالحي ان الوزارة ستمضي قريبا اتفاقية تعاون مع مكتب تكوين دولي، لضمان معادلة شهائد التكوين التونسية والمصادقة عليها، ومساعدة هذه الفئة على الاندماج في مسالك الهجرة المنطمة عبر تعليمهم اللغات ايضا من فرنسية وانقليزية والمانية وايطالية.
وأضاف ان منظمومة تعليم الكبار يؤمها حاليا 16 الف دارس ودارسة، مشيرا الى انطلاق العمل ببعض مراكز التعلم مدى الحياة بعدد من الولايات على غرار قصر هلال بالمنستير وتالة بالقصرين ونفطة بتوزر، وقفصة والقيروان.
ولاحظ انه مع الاقبال الكبير الذي ستشهده مراكز التعلم مدى الحياة بعد الهيكلة وتنويع الخدمات، فلن تكون هذه الفضاءات كافية، مبرزا سعي الوزارة بالتنسيق مع المجالس الجهوية والبلديات الى توفير مزيد الفضاءات وتخفيف الاكتظاظ على المراكز النموذجية الناشطة الان من جملة حوالي 950 مركز ناشط بمختلف جهات الجمهورية.
يشار الى ان ولاية منوبة تتضمن مركزين نموذجيين، الأول بالمرناقية والثاني الدندان وهو الذي كان محل متابعة اليوم ويؤمه 182 دارسا ودارسة، ويقدم دروس تعليمية وتكوين في الحلويات والحرف والاعلامية، وذلك من جملة 43 مركزا بمختلف معتمديات الولاية يؤمها 1300 دارس ودارسة منهم منقطعون مبكرا عن التعليم، وفق مصالح الادارة الجهوية للشؤون الاجتماعية بمنوبة.