تكرّرت التسربات الغازية من وحدات الانتاج بالمجمع الكيميائي التونسي بقابس في موفى الأسبوع الفارط وتسببت في حالة كبيرة من القلق لدى سكان بوشمة وغنوش وشاطئ السلام وهي مناطق متاخمة للمنطقة الصناعية بقابس وتتميز بكثافة سكانية عالية.
وقد اشتكى العديد من الفلاحين بهذه المناطق من الاضرار التي لحقت بمحاصيلهم الزراعية بسبب تلك الغازات، مطالبين الدولة بوضع حد لهذه التجاوزات البيئية الخطيرة وبتعويضهم عن الخسائر التي سببتها لهم.
يشار الى ان المجمع الكيميائي التونسي كان قد أعلن بعد الثورة عن انجاز عدد من المشاريع البيئية التي من شأنها معالجة التلوث الهوائي ومن بينها مشروع تحسين غسل غازات الأمونيا المنبعثة من وحدتي انتاج سماد ” الدأب” باضافة منظومة غسل نهائي وهو مشروع انطلق انجازه في نهاية شهر سبتمبر 2014 وتعطلت أشغاله بعد أن كان من المبرمج استكمالها خلال الثلاثية الثانية من سنة 2019 .
ويكتسي هذا المشروع الذي تبلغ كلفة انجازه 16 مليون دينار أهمية ثابتة باعتباره سيمكن من التقليص من افرازات الأمونيا من 300 الى أقل من 50 مغ / م3 قصد ملائمتها مع المواصفات العالمية.
من جهة أخرى، تمت برمجة مشروع للحد من انبعاث ثاني أكسيد الكبريت من وحدات الحامض الكبريتي أثناء فترات اعادة تشغيل هذه الوحدات وتم الاعلان عن طلب عروض هذا المشروع الذي قدرت كلفته بـ 19 مليون دينار في أوت 2016 الا أنه لم ينجز الى اليوم.
كما برمج المجمع الكيميائي التونسي انجاز مشروع لازالة الروائح الكريهة المنبعثة من وحدات انتاج الحامض الفوسفوري وهو مشروع علّق عليه الأهالي امالا كبيرة، الا انه لم يرى النور الى اليوم رغم التجارب العديدة التي تم انجازها للغرض ورغم تقديم عديد الشركات لحلول في هذا المجال.