بمناسبة اليوم الوطني للجمهورية الفرنسية ،اعرب نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج “عن ترحيبه بالتطلعات والأهداف المشتركة للبلدين وللشعبين، وكل الجهود التي يتم بذلها لتحقيقها” قائلا: “في الوقت نفسه نحتاج إلى التحرك بشكل جيد وفي انسجام مع احترام الاختلاف في توجهاتنا وثقافاتنا ومفاهيمنا ومسارنا التاريخي”.
واعتبر الوزير في كلمة القاها مساء امس الجمعة خلال موكب انتظم بالمناسبة بحضور السفير الفرنسي انريه باران، انه “بالامكان المحافظة على التفاهم المتبادل بين تونس وفرنسا وهذه الشراكة الاستراتيجية والمثمرة لكلا البلدين، على قدم المساواة، من خلال القراءة الذكية للمواقف، والرؤية طويلة المدى، التي تحمي وتحافظ على الأساسيات”.
وابرز عمار التفاهم والتشاور بين الرئيسين قيس سعيد و ايمانوال ماكرون اللذان اعطيا دفعا كبيرا للعلاقات القائمة بين البلدين، فضلا عن التعاون المكثف والناجع في مختلف المحافل الدولية لمواجهة التحديات الكبيرة التي لا يمكن مواجهتها الا معا أو في اطار تجمع دولي، مشيرا الى العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين التي تتميز بالكثافة والثراء والتنوع، والإمكانات الهامة، لا سيما في القطاعات ذات القيمة المضافة، وحتى أكثر مما كانت عليه في الماضي.
و قال وزير الخارجية انه لمس خلال مختلف مراحل الزيارة التي أداها مؤخرا إلى فرنسا والنقاشات مع سامي المسؤولين التزاما قويا وصادقا بهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب ولا سيما على المستويين الثقافي والاقتصادي مذكرا بأهمية دور فرنسا صلب الاتحاد الأوروبي، شريك تونس الاستراتيجي، لتحقيق الأهداف المشتركة ولتعزيز العلاقات على المستوى الثنائي.
واكد نبيل عمار على أهمية الرسائل التي انبثقت عن ثورة الشعب الفرنسي إلى حد كبير في تعزيز مكانة ومساهمة فرنسا في مسيرة العالم قائلا “ذلك يجعلني أفكر أيضًا في الطابع العالمي لرسالة الشعب التونسي وسعيه الدؤوب على مر التاريخ من أجل أن ينعم بحياة كريمة في كنف الحرية بالنسبة للذين ترعرعوا بين أحضانها والوافدين عليها في كنف الذكاء والمرونة والصمود دون تنازل أو عنف”.
واضاف في نفس الاطار، “نحن في تونس نفتخر بهذه الأرض المعطاء، التي تدمج وتجمع كل الاختلافات في الأصول باعتبارها تمثل مصدر ثراء وتنوع فيما بينها”.
واعتبر الوزير ان المواطنين مزدوجي الجنسية، هم أبناء البلدين في نفس الوقت، ويجب العمل من أجلهم بلا كلل، حتى يشعروا كذلك بالحماية والدعم والإحاطة مضيفا ان عددا كبيرا منهم اعطى الكثير لبلدينا وساهم في اشعاعهما، في قطاعات واعدة أكثر مما تم تحقيقه في الماضي.