في الذكرى الخامسة والستين للاستقلال ، وفي شارع الحبيب بورقيبة، هذا الشارع الذي احتضن الاحتفالات والاحتجاجات وكان شاهدا على ثورة شعب، تبدو الحركة عادية ، دون أي مظاهر للاحتفال، باستثناء الأعلام التي زينت مدخل الشارع، في محيط نصب ابن خلدون ووزارة المرأة وعلى مستوى ساحة 14 جانفي، وأمام المسرح البلدي.ويشهد شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة انتشارا للوحدات الأمنية، تحسبا لحضور مكثف للمواطنين، غير أن، الحركة بقيت ضعيفة ، بالرغم من أن اليوم السبت هو يوم عطلة ونهاية الأسبوع ومن المفروض أن تكون شوارع العاصمة أكثر اكتظاظا من الأيام العادية. تاريخ 20 مارس الذي لا يعدو أن يكون سوى يوم عطلة بالنسبة لبعض التونسيين، هو تاريخ له رمزيته وهيبته بالنسبة لأغلب التونسيين، ذكرى 20 مارس 1956 ، التي استقلت فيها تونس عن فرنسا وأنهت الحماية التي تعود لسنة 1881 ، ذكرى يخلد فيها الشعب أرواح مناضلين قدموا أرواحهم ودماءهم فداء للوطن.وتشهد السنوات الماضية تراجعا لمظاهر الاحتفالات بعيد الاستقلال بصفة ملحوظة، وبعد أن كانت تكتسي طابعا رسميا ومؤسساتيا قبل الثورة ، فقد كانت الاحتفالات أكثر عفوية خلال السنوات الأولى بعد 2011، وكان التونسيون ، بحماس الثورة ، يخرجون للاحتفاء بهذا العيد، في شارع الحبيب بورقيبة، مصحوبين بأطفالهم وبالأعلام ومفعمين بمشاعر الوطنية، لم تمنعهم في ذلك أحوال الطقس المتقلبة عادة في هذا الوقت من السنة.
وسيبقى العلم التونسي المفدّى رمزا للسيادة الوطنية والهويّة والانتماء والشموخ والإشعاع ومصدرا للرفعة والحماسة ومعينا لا ينضب للروح الوطنية العالية. كما سيبقى الجيش الوطني حافظا له ومؤتمنا عليه حتى يظلّ خفّاقا في سماء تونس عاليا أبد الدهر.
وأشار محمد في تصريح لموفدة (وات)، وهو كهل يعمل في إحدى المقاهي بشارع الحبيب بورقيبة، إلى أن التونسي خلال السنوات الأخيرة لم يعد يقبل على الاحتفالات، وأن بعض التونسيين يحاولون، بمبادرات فردية الخروج للشارع ملتحفين بالراية الوطنية، أويحملون لافتات يدونون عليها شعارات خاصة أو فئوية، مضيفا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة صورة شارع الحبيب بورقيبة خلال السنوات الأولى بعد الثورة بالسنتين الأخيرتين.و اعتبر أمين وهو شاب في العشرينات، أن التونسي لم يعد يتحمس لأي مناسبة وخاصة المناسبات الوطنية، قائلا “إن التونسي مثقل بهموم الحياة ومشغول بالمعارك السياسية التي يتابعها على شبكات التواصل الاجتماعي” .وأشار إلى أن هذه المناسبات أصبحت أكثر رسمية وفقدت شيئا فشيئا رمزيتها وبريقها وأصبحت يوما عاديا بالنسبة للتونسيين.