يدرس عدد من الخبراء حول العالم فكرة تطعيم الأشخاص المخالطين للمصابين بجدري القردة بالتلقيح المضاد للجدري الإنساني، للحد من تفشي هذا المرض، وفق ما أفاد به، اليوم الأربعاء، المختص في علم الفيروسات محجوب العوني.
وأوضح العوني، أن خبراء حول العالم فسّروا الانخفاض الملحوظ في عدد الإصابات بجدري القردة لدى الشريحة العمرية 50 سنة فما فوق، بالمناعة التي اكتسبتها هذه الفئة المطعّمة بالتلقيح المضاد للجدري الإنساني الذي كان إجباريا، قبل ثمانينات القرن الماضي، الأمر الذي جعلهم يرجحون أن تطعيم الأشخاص المخالطين للمصابين بجدري القردة بالتلقيح المذكور من شأنه أن يحد من انتشار هذا المرض.
ولفت العوني إلى أن هناك سلالتين من هذا الفيروس الذي تم اكتشافه سنة 1958 لدى القردة، تستوطن السلالة الأولى في إفريقيا الوسطى والغربية، فيما تستوطن السلالة الثانية وهي أكثر شراسة حوض الكونغو، مشيرا إلى أن السلالة الأولى من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة بنسبة 1 بالمائة فيما ترتفع هذه النسبة إلى حدود 10 بالمائة بالنسبة للسلالة الثانية.
وتم إلى حدود اليوم اكتشاف 177 إصابة بجدري القردة ب 18 دولة دون اعتبار عدد من الإصابات التي لازالت تحت الدرس والإصابات المتواجدة في الدول الموطنة لهذا الفيروس، حسب العوني، الذي ذكّر بأنه لم يتم تسجيل أي إصابة في تونس إلى حد الآن.
وشدد المتحدّث على أن التزام الحذر والتقيّد بالإجراءات الوقائية لضمان عدم انتشار هذا الوباء في تونس أمر حتميّ، مفيدا بأن هذا المرض ينتقل عبر اللمس وعبر جميع السوائل البيولوجية التي يفرزها جسم الانسان كاللعاب والسائل المنوي وغيرها.
ويعاني المصاب بهذا المرض من عدّة أعراض تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى ما فوق 38 درجة والصداع وآلام في العضلات والإرهاق وتضخّم العقد اللمفاوية في مرحلة أولى، ومن ثمة وبعد مرور ما بين 6 و 15 يوما من تلقي العدوى يظهر طفح جلدي على الوجه لتنتشر بعد ذلك على كامل أنحاء الجسم، حسب العوني .
وذكر العوني أن هذا المرض الذي يظهر بالخصوص لدى عدد من القردة و القوارض والجرذان من الممكن أن ينتقل من الحيوان إلى الإنسان و من ثمة من الإنسان إلى الإنسان، الأمر الذي جعل بعض الدول المعنية تعمد إلى عزل المرضى المصابين به لمدة 3 أسابيع حيث لا يصبح هذا المرض معديا بعد انقضاء هذه المدة.
وبين العوني أن جدري القردة هو نوع من الفيروسات الحاملة للمورث الجيني الحامض الريبوزي منقوص الأكسيجين، حيث أن هذا النوع يعرف بقلّة طفراته وعدم قابليته للتطوّر، على عكس ماهو معروف على فيروس كورونا.