اصدرت الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ، بيانا اليوم الاحد 12 مارس 2023، سألت فيه السلطة والنقابات والمربين والمجتمع المدني هن نوعية المسائل والملفات التي يمكن أن تكون أهم من مستقبل التلاميذ أو التي يمكن أن تكون لها أولوية تحتّم تأجيل إصلاح المنظومة التربوية وإعادة بناء المدرسة العمومية سنوات وسنوات.
واضافت الجمعية انها تعجز على توصيف ما اسمته الواقع السريالي والمرفوض تماما في كلّ المجتمعات الأخرى والذي يهدّد، بنسب تحقيق عالية، مستقبل البلاد ولا ترى بوادر حلول لتسويته لا آجلا ولا عاجلا، حسب نص البيان.
وذكّرت الجمعية بأهم ما جاء في كلمة رئيس الجمهورية أثناء استقباله لوزير التربية يوم الجمعة 3 مارس 2023 حيث اعتبر أن مطالب المربيبن المتعلقة بتحسين وضعيتهم والرفع من منزلتهم تكون عادية عندما تتم دراستها عن طريق الحوار ومن دون اللجوء لتحقيقها إلى ارتهان التلاميذ.
وهو أمر يراه رئيس الجمهورية مخالف لمفهوم الإضراب كما ورد بمجلة الشغل وخاصة ما هو متعلق بحجب الأعداد والذي تواصل أكثر من اللزوم ومنذ عشر سنوات.
واضافت الجمعية ان رئيس الجمهورية عبر على رفضه التلاعب بمستقبل أبنائنا وبناتنا مشددا على تحمل كل طرف لمسؤولياته عندما تصبح الأجيال المتعاقبة ضحية حسابات سياسية وعندما يكون التلميذ رهينة داعيا إلى عودة المدرسة إلى وضعها الطبيعي وخاصة التعليم العمومي حتى لا يكون لنا تعليم للفقراء وتعليم لمن هو قادر على التوجه إلى المدارس الخاصة.
كما شددت على ان موقف الرئيس هو نفسه موقف الأولياء الذين تمثلهم الجمعية والذين عبروا هم أيضا وفي عديد المناسبات على استيائهم وامتعاضهم من هذه الوضعية المهينة والمتكررة خاصة ونحن على مشارف امتحانات الثلاثي الثاني مما اضطر عدد منهم إلى اللجوء إلى القضاء كلّ بطريقته للمطالبة بإبطال قرارات النقابات المعنية وهو حقهم ولا يمكن مناقشتهم فيه .
وتابعت انه بالرغم من اعتماد وزير التربية لخطاب يريد منه طمأنة الأولياء ويعد من خلاله بالوصول إلى حلول تسوية الإشكاليات المطروحة تؤكد الأطراف النقابية إصرارها على قراراتها حيث أعلنت الجامعة العامة للتعليم الأساسي استنكارها ورفضها لما ورد بكلمة رئيس الجمهورية وعزمها على تحقيق مطالبها بحجب أعداد امتحانات الثلاثي الثاني إن استوجب الأمر ذلك بالتوازي مع تـاكيد ممثليها في كلّ تدخل إعلامي على أنّ الدولة هي وحدها مسؤولة على ما يحصل.
واضافت الجمعية انه في خضم كل هذا يواصل التلاميذ ومن خلالهم الأولياء والمجتمع برمته معاناتهم بسبب تراكم الأضرار الحاصلة لهم بسب تكرار مثل هذه الأزمات منذ عديد السنوات والتي ستكون لها بالضرورة انعكاسات سلبية خطيرة على مستقبل حياتهم في كلّ المجالات والتي يستحيل معالجاتها خاصة بالنسبة للتلاميذ من ضمن أبناء وبنات العائلات الهشة اجتماعيا وماديا وثقافيا.