انطلقت، اليوم الاثنين 08 ماي 2023، رسميا الزيارة السنوية لمعبد الغريبة اليهودي بمنطقة الرياض بجزيرة جربة من ولاية مدنين، وسط إقبال مهم للزوار الذين أتوا من تونس والعالم لاداء طقوسهم والاحتفال والتبرك في مناسبة يعتبرونها مقدّسة.
ومع انطلاق هذه الزيارة، التي ستختتم يوم غد الثلاثاء بخرجة المنارة، شهد معبد الغريبة حركية دؤوبة وأجواء من الاحتفالات، وسط تعزيزات وإجراءات أمنية مشدّدة حرصا على توفير كل الظروف الآمنة لأداء هذه الزيارة، التي اعتبرها رئيس هيئة تنظيم الغريبة، بيريز الطرابلسي، استثنائية هذه السنة، ولم يشهد مثلها منذ أكثر من 20 سنة، قائلا إنّه “بات من المؤكد أن عدد الزوار سيقترب من 7 آلاف زائر”، وفق تقديره.
وأشار إلى ان الاقبال لم يتوقف منذ الصباح ومن المتوقع أن يتواصل حتى ساعات متأخرة من الليل، حيث يقوم الزوار باداء الطقوس بين إشعال الشموع ووضع البيض والدعاء والتبرك في هذا المكان المبارك، حسب قوله، والاستمتاع باجواء الاحتفال على انغام الطرب والموسيقى، مغتنمين الفرصة للقاء، وتذوق اطباق خصوصية تعد بالمناسبة، واقتناء ذكريات من الصناعات التقليدية بالمكان المقابل للمعبد الذي يعرف بالوكالة.
وينتظر بيريز الطرابلسي زيارة شخصيات سياسية وديبلوماسية تعوّد استقبالهم في الغريبة بهذه المناسبة التي اكد انها مهمة في تجسيد التسامح والتعايش السلمي الذي ينعم به يهود تونس على هذه الجزيرة، حسب قوله.
يذكر أن زيارة الغريبة تمثّل محطة هامّة تعلن انطلاق الموسم السياحي بجزيرة جربة، وتحظى باستعدادات كبرى من مختلف المتدخلين لأهميتها في الترويج لهذه الوجهة ولبلادنا كوجهة آمنة، لذلك يتم اتخاذ إجراءات أمنية كبيرة ومشددة، مع تركيز تعزيزات امنية كبرى بالجزيرة ومداخلها وبالمعبد ومحيطه الخارجي وبالمنطقة السياحية مكان إقامة السياح.
يذكر أن وزير الداخلية أدى في نهاية الاسبوع المنقضي زيارة الى الوحدات الامنية المتمركزة بعدة نقاط بالجزيرة وبمعبد الغريبة لتثمين جهودها وللوقوف عن كثب على درجة جاهزيتها العالية تأمينا لهذا الموعد الدولي.
كما عاين وزير السياحة، من جانبه، جاهزية الوحدات السياحية لهذه المناسبة على مستوى جودة الخدمات ومنظومة التأمين الذاتي وحفظ الصحة وغيرها، حتى تكون هذه المناسبة فرصة للترويج لهذه الوجهة كوجهة متطورة سياحيا وذات قدرة تنافسية عالية بين بقية الوجهات العالمية.
وفي هذا الصدد، ذكر بيريز الطرابلسي، ان منظمي هيئة الغريبة تفاعلوا إيجابيا مع زيارات أعضاء الحكومة لجربة وثمنوها ولمسوا من خلالها اهتمام الحكومة التونسية بهذه المناسبة التي تتجاوز بعدها الخاص باليهود لتمثل حدثا يجمع كل التونسيين باختلاف دياناتهم، وفق تعبيره.