نددت النقابة العامة للتعليم الثانوي أمس الثلاثاء 7 فيفري 2017، بالزياة التي كان من المزمع ان يجريها سفير فرنسا بتونس أوليفيي بوافر دارفور الى المعهد الثانوي فرحات حشاد برادس لمواكبة احدى الحصص الدراسية.

واعتبرت النقابة في بيان لها، أن الزيارة تمثل “اعتداء سافرا على السيادة الوطنية واستباحة لحرمة التراب الوطني وللمؤسسات التربوية وتكريسا لمنطق التبعية والوصاية”، منددة بكل الاطراف التي قالت انها مورطة في ترتيب هذه الزيارة.

ودعت النقابة كل المدرسين والمدرسات الى رفض هذه الزيارة بكافة الاشكال النضالية المتاحة.

في هذا السياق، وبعد أن الغيت الزيارة اوضحت فاتن بن عيسى مدرّسة الفرنسية وصاحبة المبادرة في تصريح لـ” الشارع المغاربي” وأكّدت أن زيارة سفير فرنسا آلغيت رغم أن دعوته جاءت بعد تقدّمها بطلب موافقة من جميع السلطات المعنية.

وأوضحت الاستاذة أنها قامت بكل الاجراءات القانونية والادارية وأنها تحصلت على موافقة كل من مدير المعهد الثانوي فرحات حشاد والادارة الجهوية للتربية والتعليم ووزارة التربية ووزراة الشؤون الخارجية، مشيرة الى أن هدف دعوة سفير فرنسا كان مساعدة تلاميذ السنة الاولى ثانوي الذين اشتغلوا على بحث خصص للدولة الفرنسية.

وأضافت محدّثتنا ان محور فرنسا مسجّل بالبرامج المدرسية الرسمية وان تلاميذها قدّموا أكثر من 70 مشروعا حول هذا المحور وأنها لذلك قررت دعوة السفير الفرنسي لحضور حصة تقديم المشاريع.

واشارت الى أنها هاتفت سفير فرنسا بتونس وأنه أبدى موافقته على الفور وأنها قامت بكل الاجراءات الضرورية، الا انها فوجئت بمكالمة من المدير الجهوي يعلمها فيها بضرروة مهاتفة السفير وابلاغه بالغاء الزيارة، قائلة ” أعلمني بـأنه عل يالغاء الزيارة أو التعرّض لمشاكل كبيرة لا تُحمد عقباها”.

واستغربت الأستاذة قائلة : ” علاوة على صفته كسفير لفرنسا سعبت لاستضافته لأنه أيضا كاتب “، موضّحة أن السفير أعلمها في مكالمة هاتفية بأنه تلقى تهديدات وأن لديه علما بتحرّكات النقابة العامة للتعليم الثانوي وأنه من الاجدى عدم المجئ”.

واضافت أن مدير المعهد أعلمها بدوره أنه سيهاتف السفارة لاعلامها بالغاء الزيارة ، قائلا لها ” نقابة التعليم الثانوي أعلمتني بأنه سيتم تعنيف السفير ان حضر بالمعهد وبالتالي أرى أن الغاء الزيارة أفضل من ان ” ياكل طريجة” وفق تعبيرها.

كما تحدّثت أستاذة الفرنسية عن رفضها اعلام السفير بالغاء الزيارة بصفة رسمية ، مشيرة الى أنها أبلغت المدير بأن يتكفل وزير التربية باعلام ا سفير فرنسا شخصيا بالغاء الزيارة”.

واستغربت من ردة فعل مدير المعهد الثانوي الذي قال لها ” أنا اصلا كنت أرفض هذه الزيارة ولم أكن موافقا وكنت مجبرا بعد أن وافق وزير التربية على قبولها”

وتساءلت محدّثتنا : أريد أن أعرف من يحكم؟ وزارة التربية أم اتحاد الشغل؟ “، كاشفة أن قبل حلول الموعد المتفق عليه للزيارة أبلغها مدير المعهد بأن الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي يريد لقاءها وأنه كان مرفوقا بأكثر من 50 شخصا.

واضافت أن اليعقوبي قال لها : هذا التحرّك الذي تخوضه نقابتنا هو ضد وجود السفير بالمعهد ، لان استقباله سيفتح الباب امام السفراء للمس من حرمة المؤسسات التربوية، مشيرة الى أنه أعلمها بأنه كان من الاجدى أن تستشير النقابة قبل اتخاذ هذه الخطوة.

وأوضحت أن النقابيين أعلموها بأن السفير لن يدخل المعهد وأنه لن يتم استقباله وأنه من الضروري الغاء الزيارة.

وختمت الاستاذة حديثها بتأكيدها على أن ما حصل من قبل نقابة التعليم الثانوي هو ايقاف عمل يعاقب عليه القانون ، موضحة أنها لم تقبل الى حد الان ان اتحاد الشغل هو من اتخذ القرار وليس الوزير .