دعت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة، في بيان أصدرته أمس الجمعة، الفلاحين وكافة المتدخلين الى الاكتفاء بريّ الزراعات والغراسات المتواجدة من أشجار مثمرة وزراعات كبرى وأعلاف ولفت سكري، وعدم برمجة زراعات سقوية جديدة خلال بقية الموسم الفلاحي 2022-2023، وإلى اجتناب التعاقد مع المزودين، او كراء أراضي فلاحية لزراعة مشاتل، وحوكمة استغلال مياه الري وترشيدها، مع الدفع المسبق لكامل معلوم المياه المزمع استهلاكها بالنسبة للمتسوّغين، وخلاص معاليم استهلاك مياه الري بالنسبة للمالكين.
وتأتي هذه الدعوة بسبب تواصل انحباس الامطار وتسجيل وضع غير مسبوق في مستوى المخزون المائي لسد بوهرتمة الذي لم يتجاوز، إلى حدود يوم أمس، 22 مليون متر مكعب من طاقة خزن اجمالية تفوق 140 مليون متر مكعب، وتراجع نسبة امتلاء سد ملاق الى حدود 34 بالمائة، سيما وأنّهما السدان المعتمدان لتزويد المناطق السقويـة بولاية جندوبة والبالغة مساحتها نحو 40 الف هكتار بمياه الري.
ومن بين الأسباب أيضا عدم توفر المياه بوادي مجردة، ما صعّب تزويد منظومة معتمديتي غار الدماء ووادي مليز بمياه الري خاصة في مستوى المناطق العليا (سيدي إبراهيم العلوي، القلعة العليا، الدخايلية العليا وبوشهبون)، وكذلك في ظلّ عجز شركة قنال وأنابيب الشمال عن ضخ مياه سد البربرة بمعتمدية فرنانة بسبب انسداد القنوات والانابيب الناقلة منذ سنوات.
الى ذلك يقدّر خبراء مختصون أن نسبة المياه المهدورة في شبكات مياه الري بولاية جندوبة تفوق 36 بالمائة، حيث شرعت المندوبية منذ مدة في تهيئة وإعادة تجديد شبكة مياه الري على مساحة تقدر بـ10 آلاف هكتار بهدف حوكمة التصرف في المياه والحدّ من عمليات الهدر.