قضت القوات المسلحة الأمنية والعسكرية على أغلب الإرهابيين المتحصنين بالجبال التونسية، ولم يبق منهم، إلى حدود العام الماضي (2023)، سوى 11 إرهابيا، بعد أن كانوا في حدود 117 عنصرا، وفق معطيات ذكرها الناطق باسم وزارة الداخلية فاكر بوزغاية في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات).
وأفاد بوزغاية، في تصريحه لـ(وات) الخميس بمناسبة إحياء ذكرى “ملحمة” بن قردان، بأن عدد العناصر الإرهابية المتحصنة بالمرتفعات تقلّص من 117 عنصرا بين سنتي 2014 و 2016 إلى 11 عنصرا سنة 2023، ينتمون إلى كتيبة “جند الخلافة” الموالية لتنظيم “داعش” الإرهابي.
وتواصل الوحدات الأمنية والعسكرية تعقب المجموعات الإرهابيّة المسلحة المتحصنة بالمرتفعات وخاصة منها الغربية، ومنها ما يُعرف بـ “كتيبة عقبة بن نافع” المنضوية تحت لواء “تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” أو المجموعات التابعة لـ “جند الخلافة”.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت يوم 27 ديسمبر الماضي (2023) أن الوحدة المُختصّة للحرس الوطني ولواء القوّات الخاصّة للجيش الوطني مدعُومة بوحدات جيش الطيران تمكنت، إثر عمل استخباراتي، من القضاء على 3 إرهابيين خطيرين بجبال القصرين تابعين لكتيبة “جند الخلافة” بتونس وحصر تحركاتهم بمرتفعات سيدي بوزيد والقصرين.
وشهدت تونس بين سنتي 2012 و2015 عمليات إرهابية متتالية، وهي عبارة عن معارك متقطّعة وتفجيرات بالألغام وكمائن في المرتفعات الغربية، ومنها جبل الشعانبي، ومواجهات بعدد من المناطق الأخرى على غرار أحداث قبلاط وسيدي علي بن عون ( 2013) والهجومين على متحف باردو ونزل “امبريال” سوسة وتفجير حافلة الأمن الرئاسي بالعاصمة (2015).
وحققت قوات الأمن والجيش انتصارات هامة ونوعية في حربها على الإرهاب، من ذلك العملية الأمنية التي قادتها الوحدة المختصة للحرس الوطني يوم 28 مارس 2015 بسيدي عيش بقفصة وقضت فيها على تسعة (9) قياديين إرهابيين بارزين.
ومن أبرز هؤلاء القياديين الإرهابي الجزائري خالد حمادي الشايب والمكنى بـ “لقمان أبو صخر”، المورط في هجوم متحف باردو، وأنس العاتري المكنى بـ”أبو أنس”، وهو أحد مؤسسي خلية جبال ورغة بولاية الكاف المورطة في عدة أعمال إرهابية داخل التراب التونسي، وكمال زغروف المكنى بـ”معاوية أبو حمزة”، أمير منطقة الجنوب لدى تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وآخر يعرف باسم “ميمون الجزائري”.
وعلاوة على دحر كتيبة “عقبة بن نافع” الموالية لتنظيم “القاعدة” إلى خارج البلاد، كشفت قوات الأمن والجيش عديد “الخلايا النائمة”، أبرزها خلية “طلوت الشامي” الموالية لتنظيم “داعش” الإرهابي، التي تم كشفها في شهر نوفمبر 2022 وإيقاف 11 عنصرا تابعا لها.
ومثلت “ملحمة” بن قردان نقطة فارقة في تاريخ الحرب على الإرهاب في تونس، بعد قضاء قوات الجيش والأمن على مجموعة إرهابية مسلحة حاولت يوم 7 مارس 2016 الاستيلاء على المدينة لإعلانها “إمارة” تابعة لتنظيم “داعش”.
وتمكنت الوحدات الأمنية والعسكرية، في هذه المعركة، من القضاء على 55 إرهابيا وايقاف 96 منهم، وحجزت 220 قطعة سلاح “كلاشنيكوف” و15 قاذفة “آر بي جي” و80 رمانة يدوية و70 لغما مضادا للدبابات مع كشف 4 مخازن أسلحة خارج المدينة.
وكانت تونس عرفت منذ أحداث جانفي 2011 تحديات أمنية استثنائية، لاسيما بعد تفعيل العفو التشريعي العام، الذي أطلق بموجبه سراح عديد الإرهابيين الخطيرين من السجون التونسية، ومع سيطرة العناصر التكفيرية على المنابر الدينية وظهور تيارات دينية متشددة ومنها التنظيم الإرهابي “أنصار الشريعة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية فاكر بوزغاية، لـ(وات)، إن مظاهر التطرف الديني والإرهاب استفحلت في تونس آنذاك وانتشرت بشكل لافت وعاشت البلاد مرحلة أمنية استثنائية تراوحت بين صد للعمليات الإرهابية في مرحلة أولى والعمل على مكافحتها في فترة متقدمة.
وأكد بوزغاية أن مكافحة الإرهاب تبقى من أوكد الأولويات، خاصة في ظل تواتر معلومات بشأن وجود تهديدات جدية وتسجيل أنشطة وتحركات مشبوهة لعناصر سلفية متطرفة ومع مواصلة التنظيمات الإرهابية نشر إصدارات سمعية ومرئية تحرض على تكثيف النشاط الجهادي وتنفيذ عمليات نوعية.
Tweet