كشفت دراسة حديثة أعدّتها مجموعة توحيدة بن الشيخ حول مواقف الأمهات من التربية الجنسية لأبنائهن وبناتهن، وشملت عيّنة من 1200 امرأة في تونس الكبرى، عن وجود فجوة واضحة في التواصل الأسري حول مواضيع الصحة الجنسية والإنجابية. وأظهرت نتائج الدراسة دعماً واسعاً لإدراج التربية الجنسية الشاملة ضمن المناهج الدراسية، خاصة لدى الأمهات ذوات المستوى التعليمي الأعلى، مع تفضيل أن تنطلق هذه الدروس في المرحلة الإعدادية. في المقابل، بيّنت المعطيات محدودية النقاش داخل الأسرة، لا سيما مع الأبناء الذكور، وخصوصاً في ما يتعلّق بمواضيع مثل وسائل منع الحمل، العلاقات الجنسية، والإجهاض. كما سجّلت الدراسة تحفّظاً ملحوظاً تجاه تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، إذ عبّرت نسبة هامّة من الأمهات عن معارضتهن للتلقيح، متأثرة بالمخاوف الاجتماعية والمعلومات المضللة المتداولة. ودعت الدراسة إلى تعزيز دور المدرسة والمؤسسات العمومية في توفير معلومات علمية موثوقة، وتطوير أدوات تواصل تساعد الأولياء على مرافقة أبنائهم وبناتهم خلال مرحلة البلوغ، بما يضمن حماية صحية ونفسية أفضل للأطفال والمراهقين.
Tweet