أرمينيا “تملك أدلة” على انخراط تركيا في نزاع قره باغ وماكرون يريد تفسيرات من أنقرة
قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في مقابلة مع صحيفة لو فيغارو الفرنسية نشرت الجمعة إن أرمينيا لديها “أدلة” على أن تركيا تدعم عسكرياً القوات الأذرية المشاركة في المعارك في ناغورني قره باغ.
واتهم باشينيان تركيا بدعم الجيش الأذري بطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار ومعدات عسكرية أخرى وبإرسال مستشارين عسكريين و”مرتزقة وإرهابيين” إلى منطقة ناغورني قره باغ.
وأكد باشينيان أنه “لدينا أدلة”، وقال “إنهم يستخدمون طائرات مسيرة و(طائرات مقاتلة) إف 16 تركية لقصف مناطق مدنية في قره باغ العليا”.
وأردف “يجب أن يعلم المجتمع الدولي، وخاصة الشعب الأميركي، أن طائرات إف-16 الأميركية الصنع تُستخدم حاليًا لقتل أرمن في هذا الصراع”.
وتابع “هناك أدلة على أن قادة عسكريين أتراكاً متورطون بشكل مباشر في قيادة الهجوم”.
وقال باشينيان “زودت أنقرة باكو مركبات عسكرية وأسلحة و(أرسلت) مستشارين عسكريين. نعلم أن تركيا قامت بتدريب ونقل آلاف المرتزقة والإرهابيين من المناطق التي يحتلها الأتراك في شمال سوريا. إن هؤلاء المرتزقة والإرهابيين يقاتلون اليوم ضد الأرمن”.
كما أشار باشينيان إلى “ما حدث في عام 1915 عندما ذبح أكثر من 1,5 مليون أرمني خلال اول إبادة جماعية في القرن العشرين”. وبحسب قوله فإن “الدولة التركية التي لا تزال تنكر الماضي، تغامر مرة أخرى على طريق الإبادة الجماعية”.
مسؤولية تركية
واعتبر باشينيان في مقابلته مع الصحيفة أن تركيا مسؤولة “بالتأكيد” عن التصعيد العسكري في ناغورني قره باغ.
وقال إن “رغبة تركيا هي تعزيز دورها ونفوذها في جنوب القوقاز وبالتالي تغيير الوضع الراهن، الساري منذ أكثر من قرن. إنها تسعى لتحقيق حلم بناء إمبراطورية (..) وتشرع في طريق يمكن أن يشعل النار في المنطقة”.
وكرر باشينيان أن فكرة وقف إطلاق النار سابقة لأوانها بالنسبة إلى أرمينيا في الوقت الحالي. وقال إن ناغورني قره باغ وهي منطقة انفصالية يسكنها في الغالب الأرمن وتدعمها أرمينيا “لا يمكن ان تنزع سلاحها لأن ذلك قد يؤدي إلى إبادة جماعية”.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ندّد بتدخّل جماعات جهاديّة في النزاع في منطقة ناغورني قره باغ، أنّه سيتّصل بنظيره التركي رجب طيب إردوغان ليُطالبه بـ”تفسيرات”، داعياً حلف شمال الأطلسي إلى مواجهة تصرّفات أنقرة العضو في الحلف.
وقال ماكرون للصحافة خلال قمة الاتّحاد الأوروبي في بروكسل “حسب استخباراتنا، غادر 300 مقاتل من سوريا للتوجه إلى باكو عبر غازي عنتاب (تركيا). إنهم معروفون ويتم تعقّبهم”.
وأضاف أنهم ينتمون إلى “مجموعات جهادية تنشط في منطقة حلب”.
وحذر الرئيس الفرنسي من أن فرقا أخرى “تستعد بنفس الحجم تقريباً (…) تم تجاوز خط أحمر (…) إنه أمر غير مقبول، وأدعو جميع الشركاء في الناتو” إلى أن يُواجهوا سلوك دولة عضو في الحلف.
وقال “سأتصل بالرئيس إردوغان في الأيام القليلة المقبلة لأنني بصفتي رئيساً مشاركاً لمجموعة مينسك أعتبر أن من مسؤولية فرنسا أن تطلب تفسيرات”. وأردف ماكرون “إنني أدعو جميع الشركاء في الناتو إلى أن يواجهوا (..) سلوك أحد أعضاء الناتو”.
الخارجية تحذر
بدورها حذرت الخارجية الفرنسية من مخاطر “تدويل” النزاع المسلح في قره باغ.
واستمر القصف المدفعي العنيف المتبادل بين المقاتلين الأرمن والجيش الأذري الخميس، فيما اعتبر ماكرون أن نشر مقاتلين جهاديين في مرتفعات قره باغ يعد تطوراً “جديداً خطيراً”.
وفي دعوة مشتركة، حض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب وماكرون، الطرفين على العودة إلى المفاوضات الهادفة ووقف إطلاق النار.
Tweet