اختار القائمون على تنظيم ملتقى الشارقة الدولي للراوي، تكريم التونسي الراحل عبد العزيز العروي في الدورة الحادية والعشرين التي ستقام من 22 إلى 30 سبتمبر الحالي بمشاركة 38 بلدا من مختلف أنحاء العالم.
وكشف معهد الشارقة للتراث، عن برنامج هذه الدورة التي ستلتئم تحت شعار “قصص الحيوان”. ويتضمن برنامج الدورة 21 عديد الجلسات الحوارية والورشات التدريبية والمعارض وورشات الأطفال ولقاءات لتوقيع الإصدارات وغيرها من الفعاليات التي يمكن للمهتمين بها متابعتها حضوريا أو افتراضيا.
وأوضحت عائشة الحصان الشامسي، مديرة مركز التراث العربي التابع للمعهد، والمنسقة العامة لملتقى الشارقة الدولي للراوي، أنه “سيتم تكريم الحكواتي التونسي عبد العزيز العروي بوصفه الشخصية الاعتبارية احتفاءً بما تركه من موروث حكائي زاخر” كما أعلنت أن جمهورية السودان ستحلّ ضيفة شرف على الملتقى “ممثلةً في الدكتور أحمد عبد الرحيم نصر، الشخصية الفخرية المكرّمة هذا العام، تقديراً لإسهاماته في مجال التراث الثقافي”.
وجدير بالذكر أن الراحل عبد العزيز العروي (1898-1971) هو كاتب وصحفي وراوي تونسي من جماعة تحت السور عرف بتقديمه الحكايات الشعبية التونسية منذ ثلاثينات القرن الماضي في الإذاعة التونسية ثم بثت “حكايات عبد العزيز العروي” المستمدة من التراث الشفوي التونسي بشكل دوري على التلفزة التونسية وتبث إلى اليوم على عديد القنوات وتحظى بمتابعة كبيرة.
وقد ساهم عبد العزيز العروي في حفظ جزء كبير من التراث التونسي والذاكرة الوطنية وساهم في إثراء التراث العربي وقد تم جمع حكاياتها وإصدارها في مؤلف يتكون من عدة أجزاء، ويمثل مرجعا هاما للباحثين المهتمين بدراسة التراث في تونس ومختلف بلدان العالم.
وخلال الندوة التي أقيمت الأسبوع الماضي في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، أعلن رئيس معهد الشارقة للتراث ورئيس اللجنة العليا للتنظيم، عبد العزيز المسلّم، أن هذا الملتقى غدا تقليداً تراثياً راسخاً، ومناسبةً تتجدّد سنوياً “للاحتفاء برواتنا الأفذاذ وحملة الموروث الشعبي من الكنوز البشرية، والاحتفال بمعارفهم وفنونهم وخبراتهم، واستذكار سِيَرهم ومخزونهم الثقافي، الذي يعتبر صمَّام الأمان للمحافظة على تراثنا العريق من الضياع والاندثار، من خلال الجرد والحصر والصون والتوثيق.”
وقال في كلمته خلال المؤتمر الصحافي: إن هذه الدورة من الملتقى تقام تحت شعارِ “قصص الحيوان”، محتفيةً بالموروث الحكائي الإماراتي والعربي والإنساني الغني والزاخر والمتنوّع، لما له من أهمية بالغة في التعبير عن قضايا الإنسان التي أظهرها من خلال خياله الشعبي، وفنّه الحكائي الذي أجراه وعبّر عنه على لسان الحيوان، ومنطق الطير، وهو ما أثمر مخزوناً من الذخائر المشهورة والكنوز المهجورة، التي يسعى الملتقى للتعرّف إلى جواهرها القيّمة ودررها الثمينة”.
ويتضمن برنامج الدورة ندوات عديدة تقدم للمهتمين العديد من المقاربات العلمية حول قصص الحيوان بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والكتّاب من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ومصر وسوريا ولبنان وفلسطين والإمارات والبحرين والسعودية وعُمان والكويت والعراق واليمن والسودان والسنغال وكينيا، وجزر القمر، والهند، والفلبين، وقيرغستان، وتركيا، وبوليفيا، وإيطاليا، وألمانيا، وإسبانيا، والدومينيكان، وفنلندا، وتشيلي، وبيرو، والمكسيك، وكندا، ورومانيا.